أعلل فيك ببرد النسيمِ – مهيار الديلمي

أعلل فيك ببرد النسيمِ … فؤادا عليلاً بحرِّ الهمومِ

وأعتاضُ بالبدر لو ناب عن … كِ قامة َ غصنٍ وألحاظَ ريمِ

وهذا اشتباهكما في الوجوه … فأين اشتباهكما في الجسومِ

أقامَ وبنتِ وأحظى لدى ً … أن يفتدى ظاعنٌ بالمقيمِ

سقاكِ الغمامُ ودارا تض … مُّ أهلكِ أعرفها بالغميمِ

أحبُّ ولم يك لي موطنا … لحبِّك نازحَ تلك الرسومِ

وقال الوشاة ُ ولاموا علي … كِ لو يظفرون بسمع الملومِ

رعى اللهُ قلبك من حافظٍ … صحيح على كلّ عهدٍ سقيمِ

أفي كلِّ يومٍ حبيبٌ يخون … فيُحملَ حادثهُ للقديمِ

إلى كم تطيلُ وقوفَ النجو … مِ بعدَ هواك ارتقابَ النجومِ

وتبغي الرقادَ ابتغاءَ الخليِّ … ودون سلامة َ ليلُ السليم

خذوا عذلكم ودعوا للغرام … حشاً يقتضيه اقتضاءَ الغريمِ

وقم يا نديمي وكم نخبة ٍ … عصيتُ عليها اقتراح النديمِ

فغنّ بذكرهمُ واسقني … بماء جفوني ماءَ الكرومِ

وغالط بشكرك شكرَ الزمان … بخفض الكريم ورفع اللئيمِ

ودافعْ بأيّامه ما استطعتَ … فيومٌ سفيهٌ بيومٍ حليمِ

ووارحمتا لك مستنصرا … عليه بغير ابنعبد الرحيمِ

ولكن إذا ما ذكرتَ الحسينَ … ذكرتَ الثراءَ لكفٍّ عديمِ

وجرَّدتَ سيفا تفلُّ الخطوبَ … مضاربهُ نافذاتِ العزيمِ

من البيض ما طبعَ الفرسُ من … ه للهندِ زبرة َ مجدِ تميمِ

هم القوم تُعقَدُ تيجانهم … عمائمَ فوق الوقارِ العميمِ

ويشهدُ أبناؤهم مثلهُ … لآبائهم بصفاءِ الأرومِ

رأى شعبة ً ليَ من بينهم … مشعَّبة َ المجدِ في بيتِ رومِ

فقام بنصرتها والكري … مُ صبّ الفؤادِ بنصر الكريمِ

أبا قاسمٍ زعمَ المجدُ لا … أخيبُ وأنتَ بأمري زعيمي

نجمُّ رجالا لإمرارهم … وتحلوا فنرعاك رعى الجميمِ

وممّا أبثُّك إلاّ سواك … بشرّ مخوفٍ وخيرٍ مرومِ

غدا الناسُ أعداءَ ما يُحرمو … ن يهزأ جاهلهم بالعليمِ

وصار الغنى قربة ً للعدوّ … والفقرُ مبعدة ً للحميمِ

فكلٌّ وحاشاك خلُّ اليسار … يرى معه وصديقُ النعيمِ

تعوّج ما اعوجَّ دهرٌ عليك … كما يستقيمُ مع المستقيمِ

ومن شئتَ فالقَ بلا حاجة ٍ … بوجهٍ طليقٍ وودٍّ سليمِ

فإن عرضتْ صرتَ أيَّ الذليلِ … لديه وقد كنتَ أيَّ الكريمِ

وكم صاحبٍ كنتُ بالقرب منه … أجلَّ محلِّ النبيهِ العظيمِ

فلمّا رأى حاجتي عنده … رآني الوصيَّ بعين اليتيمِ

وبُدِّلتُ من بشره والسلامِ … بقولٍ مريضٍ ووجهٍ شتيمِ

ينزِّلني درجا في اللقاء … بحسبِ طروقي له أو لزومي

أعنِّي متمِّمَ ما قد بدأتَ … فإن المفاتحَ رهنُ الختومِ

غدوتَ ونصري وجوبا عليك … ذمامَ يدي من زماني الذميمِ

بما بيننا من ولاءٍ طريفٍ … وودٍّ وبيتٍ وأصلٍ قديمِ

ولو لم يكن غيرُ حلِّي لديك … رحالَ المنى وعقالَ الهمومِ

وبالعصبيّة ِ بانَ الأبيُّ ال … حميُّ من العاجزِ المستنيمِ

فأردي كليبٌ لحفظ الجوارِ … ورعى الذمارِ وصونِ الحريمِ

وللخوفِ في قومه أن يضا … مَ مات ابنُ حُجرٍ قتيلُ الكلومِ

وخاطرَحاجبُ في قوسهِ … فخلَّفها شرفاً في تميمِ

وما حطَّك الدهرُ في سؤددٍ … تساموا له ووفاءٍ وخيمِ

ولا زال ذا الخلقُ السهلُ منك … طريقاً إلى كلِّ حظٍّ جسيمِ

وودَّع دارك شهرُ الصيام … وداعَ مشوقٍ كثيرِ القدومِ

يعودُك والعيد من بعدهِ … متى فارقا فلسعدٍ مقيمِ

على عمل بالتقى ضيِّقٍ … خفيّ وملكٍ وسيع وسيمِ

وسعيٍ يوفِّرُ أجر المثابِ … عليك ويحبطُ وزرَ الأثيمِ

مدى الدهرِ ما خضِّرتْ أيكة ٌ … وطوِّفَ بين منى ً والحطيمِ