أعجزنا أن نجوب المشرقين – أحمد محرم
أعجزنا أن نجوب المشرقين … أم عيينا أن نفوت النيرين
قاتل الأبطال في أدراعها … عصفت أقداره بالبطلين
أمر الريح فلم تحملهما … وتنحت عنهما بالمنكبين
وكسا الجو دخانا سده … وطوى أعلامه عن كل عين
طاح بالنسرين منه قدر … نافذ النابين ماضي المخلبين
مستطير البأس ما تدفعه … عدد الحرب وبأس الفيلقين
تسقط الجرد المذاكي دونه … وتطير البيض ملء المأزمين
بعث الخطبين في إيماءة … ورمى في نفس بالنكبتين
إن يرعها أمة محزونة … فلقد يجمع بين الأمتين
يقدر العلم إذا سالمه … وهو إن عاداه ذو عجز وأين
سابح في البر والبحر وفي … مسبح الريح ومجرى الشعريين
كل حي حين يرمي عن يد … موثق القوة مغلول اليدين
نظر الوادي ففاضت عبرة … من بديع الدمع تروي المعنيين
هطلت حرى وراحت جهرة … تتغنى فرحا في المأتمين
خلة الشامت إلا أنها … أبعد الخلان عن عيب وشين
نهضت بالوجد والمجد معا … وقضت ما عرفت من حق ذين
رب حتف في حياة تشتهى … وحياة هي في حتف وحين
أي خطب لم يخفف هوله … مصرع الفاروق أو خطب الحسين
أنظروا النعشين في عزهما … وصفوا لي كبرياء الموكبين
واطلبوا الريحان عندي وخذوا … من بياني روضة أو روضتين
واذكروا للشرق عن شاعره … حيرة الرزءين بين الموسمين
لا تريدوا بعد شوقي غيره … إن خير الشعر شعر الأحمدين
نشط العالم في حاجاته … يبتغيها في مجال الفرقدين
أنخون النيل في آماله … ليس هذا إن فعلناه بزين
آن للآباء أن يسترجعوا … ما على الأنباء من حق ودين
لو صدقنا للعوادي مثلهم … ما ارتضينا العيش من زور ومين
أخذوا الموقف وضاح السنا … وبقينا نحن بين الموقفين
أي دنيا هذه الدنيا التي … مالنا منها سوى خفي حنين
يا شباب النيل جدوا وادأبوا … إن هذا المجد شيء غير هين
وإذا ما أعوزتكم نجدة … فاطلبوها من بناة الهرمين
واستعينوا بالألى سنوا العلا … لبني الدنيا وهزوا الخافقين
نحن من فرعون أو من عمر … أي مجد مثل مجد الأبوين
أذكروا العصرين كم من قوة … تتلظى نارها في الذكريين
واطلبوا في عصركم أقصى المدى … لا تهابوا تلك إحدى الخطتين
كلمات: فولكلور
ألحان: فوزي محسون