أصابَ أو أخطأني راميا – مهيار الديلمي
أصابَ أو أخطأني راميا … قد زجر السهمَ وسمَّى بيا
جراحة ٌ مقصودة ٌ ما جنتْ … لكنَّه عدَّ بها جانيا
جوزيَ من حكَّمَ في لبِّه … يومَ العذيبِ الشادنَ الجازيا
يا ربِّ خذ لي أنتَ من مقلة ٍ … حمرتها من دم آماقيا
تضعف عن حمل جلاليبها … قاتلة ٌ حاملة ٌ ثاريا
لو نشد البدرَ مضلٌّ له … ما نشد الناعتُ إنشاديا
لما تواقفنا على زمزمٍ … أشربُ ماءً ليس لي شافيا
بدا لها أن تسألَ الركبَ بي … عارفة ٌ تسألُ عمّا بيا
وامتدّ يعطو عزَّة جيدها … فهل رأيت الرشأَ العاطيا
ما ضرّ من ضنَّ بماعونهِ … وقد رآه بالمنى وافيا
لو غرفتْ راحته غرفة ً … فعبَّ فيها ثمَّ سقَّانيا
سوَّفتُ من جمع فؤاديمنى ً … لو أنّه منّى غدا دانيا
كنَّ ثلاثا حلما في منى … ثم مضى الركبُ وخلاَّنيا
يا من رأى النَّفرَ ولمَّا يمتْ … نجوتَ فاخلدْ أبدا باقيا
آهِ لأضلاعي وذكرِ الحمى … من نفسٍ ينفضُ أضلاعيا
وزفرة ٍ أعدي بها عاذلي … كم لسعة ٍ قد أعيت الراقيا
ومن غمارٍ في الهوى خضته … مشمِّرا للصبر عن ساقيا
وشبهة ٍ في الرأي مجهولة ٍ … لا تجدُ النجمَ بها هاديا
تيبس منها لهواتُ الحجا … لا يبلغ الريُّ بها الصاديا
خرجتُ منها فارجاً ضيقها … مخلَّصا أسحبُ سرباليا
فكا لشجا قافية في اللَّها … تماكسُ الحاذرَ والراقيا
تخدعُ بالتأنيس من رامها … صلُّ صفاً لا يرهبُ الحاويا
بعثتُ من فكري لها رائضا … ذلَّل منها اللَّحزَ الآبيا
وقدتها أمكنُ من ظهرها … أركبهُ أحسابَ إخوانيا
ينقلني الودُّ إلى مثلها … والمالُ لا ينقلُ أخلاقيا
وكم صديق عزَّ داريته … لو رزقَ الإنصافَ دارانيا
علمتُ شتَّى من أصابيغهِ … وهو يراني أبيضاً صافيا
يملُّني من حيثُ كاثرتهُ … ولو تفرَّقنا تمنَّانيا
أطلبُ غوثا كأبي طالب … وعزَّ أن ألقى له ثانيا
خلَّصك الدهرُ من الناس لي … من بعدِ تركاضي وتطوافيا
لأنعمٍ من حيثُ قابلتها … يوما بوجهي تتلقَّانيا
تمَّتْ فلم تقعدْ بها خلَّة ٌ … تنقصُ منها العددَ الوافيا
من عثرة ٍ إن شمتها كلَّها … واسطة َ العقد تراها هيا
أجلُّها أنك أحرزتها … إرثا حدا غابرها الماضيا
لم تخلُ عن فضلك في بعضهم … فضائلٌ ينسبها خاليا
خلاَّك أيوبوآباؤه … تقول مجدي مجدُ آبائيا
إذا الثمارُ اجتنيتْ حلوة ً … فاشكرلها الغارس والساقيا
امددْ إلى النجم يداً إنماواسَتْم بأخلاقِك ما شئتَ مِنمالٍ ونفسٍ لا تُبَعْ غاليا … يكونُ عن غيركمُ عالياسقط بيت ص
رشتَ فطارت بيَ محصوصة ٌ … تملأ من كسبيَ أو كاريا
من بعدِ ما كنتُ قطاة ً بها … قصيصة ً لا أُتعبُ البازيا
بك استقامت ليَ عوجُ المنى … وصدَّقتْ عائفتي فاليا
وأرخت الأيّام عن ربقتي … أمرحُ أو أقطعُ أرسانيا
أياديا أعطتْ يدي قوَّة ً … أمددتنيها بادئا تاليا
فسمَّني الغدّار إن لم أكن … لها شكورا وبها جازيا
في كلِّ متروكٍ لها شوطها … تسابقُ السائقَ والحاديا
جائلة واصلة ما علتْ … ثنيَّة ً أو هبطتْ واديا
تكونُ والليلُ بطئُ القرى … زادا لمن رافقها كافيا
تسكر من تسنيمها صاحياً … وتُطربُ الكاتبَ والقاريا
في كلِّ نادٍ لكمُ ناقدٌ … منها خطيبٌ يملأ الناديا
كمدحة ٍ منِّي أهديتها … ولم أسمها ميسما باديا
لكنَّها من معدنٍ لم يكن … بسرِّه ينبعُ إلا ليا
بديعة حسناء فكري لها … ظئرٌ وفي صدري ربتْ ناشيا
فإن شكرتم مهديا فاشكروا … إهدايَ منها بعضَ أعضائيا