أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها – مهيار الديلمي

أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها … نعمْ كلُّ حاجاتِ النفّوسَ يشوقها

سرتْ أممٌ والارضُ شحطٌ مزارها … كثيرٌ عواديها قليلٌ رفيقها

تخفّى وما إنْ يكتمُ اللّيلُ بدرهُ … وهلْ فارة ٌ فضّتْ بخافٍ فتيقها

لعمر الكرى ماشاءَما شبّهَ الكرى … هلالٌ محيّاها وصبهاءُ ريقها

يمثّلُ حسناءُ الخيالُ لمغرمٍ … حبيبٍ إليهِ زورها وحقيقها

حلفتُ لواشيها ليزدادَ غيظهُ … عليُّ وخيرُ المقسمينَ صدوقها

لئنْ ضرّني بالهجرِ أنّي أسيرها … لما سرّني بالغدرُ أنّي طليقها

ارى كبدي للشوقِ أنّي تنسَّمتْ … رياحُ النّعامي عضُّها ووريقها

فريقينِ عند الحاجبيّة باللّوى … فريقٌ وعندي بالعراقِ فريقها

وأتبعْ ذكراها إذا اعترضَ اسمها … وإنْ فترتْ أحشاؤها لي وموقها

شرارة ُ قلبٍ ليسَ يخفى حريقهُ … وزحمة َ عينَ ليسَ يطفو غريقها

وكمْ مسحتْ يوماً على السّبقْ غرَّتي … وقدْ عزَّ حلباتُ الوفاءِ سبوقها

عذيري منْ قلبٍ صحيحٍ الوفة ٍ … وإخوانِ علاّتٍ كثيرٍ خروقها

ودنيا خداعٍ كالقذاة ِ بمقلتي … وإنْ ملأتها منْ جمالٍ يروقها

متى كنتُ في شرطِ الامانيَّ عبدها … فإنّي على شرطِ العفافِ عتيقها

وأعلمُ منها أينَ تمطرُ سحبها … فلا تخدعنّي بالخلابِ بروقها

وعاذلة ٍ قالت رمُ الحظَّ تلقهُ … وما كلّ طلاّبِ الحظوظِ لحوقها

قضتْ عادة ُ الأيّامِ أنَّ صريحها … قليلٌ إذا درّتْ وعزَّ مذيقها

فناشطها في غالبِ الامرِ مجذبٌ … خميصٌ ويرعاها بطيناً ربيقها

أفي هذه الأشباحُ أهلٌ لمطلبٌ … عفيفٌ أبتْ أخلاقها وفسوقها

رعى اللهُ آمالاً إليهمْ بعثتها … ضياعاً كأنّي في الفراتِ أريقها

إذا كانَ سعدٌ وهو أكرمُ منْ مشتْ … بهِ ولهُ ايدي الركابُ وسوقها

نبا وقسا على القوافي فؤادهِ … فمنْ بعدهُ حنّانها وشفيقها

لمنْ تبضعْ الأشعارَ يرجى نفاقها … إذا كسدتْ يا سعدُ عندكَ سوقها

إذا أقصيتْ في العربِ يوماً وأهملتْ … ففي العجمِ ترعى ليتَ شعري حقوقها

لئنْ كنتَ نشئاً أو لسانا عدوِّها … فإنّكَ علماً وانتساباً صديقها

ألستَ الّذي عزّتْ عليهِ قصائدي … كما قيلَ حتّى ليسَ شيئٌ يفوقها

وأعطيتني عذراءَ نعمي هنيئة ٍ … متى كتمتْ فاشهدْ بأنّي سروقها

إلى أنْ توّهمتْاللّيالي قدْ ارعوتْ … لترفعَ منْ جدواكَ عندي فتوقها

وقلتُ أمانٍ قدْ اقرتْ نوارها … بهِ ودنتْ منْ مجتناي سحوقها

بسعدٍ هوتْ عنقاؤها فتحكّمي … مرادكِ يا نفسي وباضَ أنوقها

ولمْ يك في غيرِ باعثِ نعمة ٍ … لعاقلها بالشكرِ منْ لا يموقها

منَ الشّعراءُ القائمونَ مقاومي … لديكَ ومنْ ذا إنْ سكتُّ نطوقها

مجالسُ تخلي لي بحقٍّ صدورها … وأرضٌ يخلّي لي بسيفٍ طريقها

وأنتَ وإنْ هجتنا العامَ شاهدٌ … لها كيفَ ياتي حلوها ورشيقها

وكمْ طربٍ لي وهو ينشدُ نفسهُ … إلى الحولَ يصبو نحوها ويتوقها

يكادُ بما تحلو تصفو لسمعهِ … ينصُّ لساناً نحوها يستذيقها

عدوُّكَ مثلي يومَ آبتْ خفائفاً … قلاصُ المطايا منْ رسومي ونوقها

مددتُ لهُ كفّي فلمّا ثنيتها … على اليأسِ وماإنْ كدت ردّاً أطيقها

فيا خجلة ً في خيبة ِ فاضِ ورسها … حياءً بما غابتْ وغاضَ خلوقها

ويا طرفة ً في مقلة ٍ ذابَ لو جرى … على الخدِّ خلطاً درّها وعقيقها

سأخطو إليكَ الحادثاتِ ولو غدتْ … تلوحُ سيوفاً لمْ يرعني بريقها

واهجرُ ارضاً اسلمتني وهادها … عساهُ بقربي منكَ يعصمُ نيقها

سيوسعها لي حسنُ رأيكِ آجلاً … فلا يحرجنّي منكَ ضيقها