أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ – مهيار الديلمي
أزائرة ٌ كما زعم الخيالُ … أم الأحلامُ أصدقُها المحالُ
أعلّل عنكِ قلباً ضاق حتى … غدا ما للمنى فيه مجالُ
إذا عاداتُ هجرِك آيستني … رجوتُ وقلتُ يعقبها الوصالُ
أشمسَ الركب يومَ أنرتِ فيه … أليس الشمس كانت لا تُنالُ
غريمك يومَ وعدِك ليس يُقضى … وعثرة ُ يومِ حبِّكِ لا تقالُ
هنيئاً للعواذل منكِ قلبٌ … يقلَّب كيفما شاؤا وقالوا
أروكِ جفاى فاستشعرتِ حلاًّ … وفيه دمى وغير دمى الحلالُ
وجسَّركِ الجمالُ على التجنّي … ألا يا قبحَ ما صنع الجمالُ
وإنى للصبورُ عل خليلي … وإن أزرى بخلّته الملالُ
وأرجع حين تختلف الليالي … ويصبح ماءُ قوم وهو آلُ
إلى وزرٍ أحطُّ به ثقالا … من الآمال وهو لها مآلُ
رضينا والعداة ُ لها غضابٌ … سجايا فيكَ أعطاك الكمالُ
سكوتكَ حين بعضُ النطق عيٌّ … وقولك حين فصلٌ ما يقالُ
وأكسبك الغنى فغنيتَ منها … أصولٌ لا تُعدّ ُولا تطالُ
إذا اختلفَ الجدودَ فظِلتَ يوماً … تعدُّهم استوى عمٌّ وخالُ
من النجباء يرضى السلمُ منهم … نفوساً ليس يأباها القتالُ
قلوبٌ في سروجهمُ خفافٌ … صدورٌ في مجالسهم ثقالُ
نموك فأشبه الضّرغامَ شبلٌ … وقايست اليدَ اليمنى الشِّمالُ
وكنتَ ابناً لوالده معيناً … وبعضهمُ لوالده عيالُ
ولمّا لم تخبْ فيك الأماني … رمى بك حيثُ لم تنبُ النصالُ
وآنس منك يوم برقتَ غيثاً … دموعُ سحابهِ أبدا سجالُ
شمائلُ طاب مغرسِها فطابت … كما هبَّت على الروض الشَّمالُ
أعرني عنده عُمِّرتَ جاها … تقدِّمه فبعضُ الجاهِ مالُ
وما أرضى لساناً دون قلبٍ … وهل يكفي من السيف الصِّقالُ
ووفِّ اليوم عن قومٍ أحالوا … بسنَّته علينا واستحالوا
حقوقا لم يضيِّعها كريمٌ … ولم يكذبْ لها في اليمن فالُ
وعش ما شئت يغنيك الثناء ال … ذي يُحيي ويُفقرك السؤالُ