أراك على المغيب فهل تراني – أحمد محرم

أراك على المغيب فهل تراني … وهل يخفى على أحدٍ مكاني

دعا الداعي فأسمع حين نادى … بني الأقطار من قاصٍ ودان

مضوا زمراً إلى واديك شتى … فهل وجدوا به ريح الجنان

وظلوا عاكفين عليك حتى … كأنك كنت من خير الأماني

فمن ملكٍ أغر ومن أميرٍ … أعز وكاتبٍ ذرب البيان

أتوك وعاقني حدثان دهر … يصرف لا كما أرضى عناني

يعز عليك أنى عنك ناءٍ … ترى تلك الوفود ولا تراني

رويدك إن شخصك ملء عيني … وذكرك ما يزال على لساني

أيشغل شاعر الوطن المفدى … سواك وأنت شغل بني الزمان

وراءك فطنة ٌ تغنيه عما … أتيح لزائريك من العيان

حدا أسرابهم برح اشتياق … إليك وقادهم فرط افتنان

سيكفيك الذي تخشى وترجو … من الأدب المهذب ما كفاني

فهل لك أيها الخزان عهدٌ … بحفظٍ للصنيعة أو صيان

وقبلك ضاع شعري في ديارٍ … شجاني من بنيها ما شجاني

تعامى معشرٌ عني وعنه … فيا عجبي أيخفى النيران

بربك هل يريد ذووك خيراً … بشعبٍ عاثر الآمال عان

وهل تروى الكنانة وهي ظمأى … فتروي عن صنائعك الحسان

أحقا أنت داهية ٌ جناها … علينا من بني التاميز جان

أحقا أنهم صدقوا فجاءوا … بأحسن ما بنى للخير بان

ستخبرنا اليقين صروف دهرٍ … يكر بها قضاء غير وان

لنا إن رمت شكراً لا علينا … كفانا من بناتك ما نعاني

فيا صنع الجبابرة استعانوا … عليك بخير ردءٍ مستعان

قوى أيديهم وقوى نهاهم … كلا الأمرين عدة كل شان

ستبقى يا عروس النيل تبدي … جمال الفن آناً بعد آن

تمر الحادثات عليك سلماً … تقلب عين ذي الفزع الجبان

وليس لها وإن جهلت علينا … بما لا تبتغي منها يدان

أعر مصراً كيانك إن مصراً … وقاها الله واهية الكيان

أرى الهرمين قد هرما وشاخا … وأنت من الصبي في عنفوان

فناجهما ولو قدرا لخفا … إليك فأقبلا يتباريان

علي الجد يعجب سامعيه … وليس علي وصف المهرجان