أجيراننابالغور والركبُ متهمُ – مهيار الديلمي

أجيراننابالغور والركبُ متهمُ … أيعلمُ خالٍ كيف بات المتيَّمُ

رحلتم وعمرُ الليل فينا وفيكمُ … سواءٌ وفيكم ساهرون نوَّمُ

بنا أنتمُ من ظاعنين وخلَّفوا … قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنهمُ

يقون الوجوه الشمسَ والشمسُ فيهمُ … ويسترشدون النجمَ والنجمُ منهمُ

أناشدُ نعمانَ الأخابيرَ عنهمُ … كفى خبرة ً مستفصحٌ وهو أعجمُ

وأحلمُ إشفاقا وللبين أنّة ٌ … يبينُ عليها الطائشُ المتحلِّمُ

ولمّا جلا التوديع عما عهدته … ولم يبقَ إلا نظرة ٌ تتغنَّمُ

بكيتُ على الوادي فحرَّمتُ ماءه … وكيف يحلّ الماءُ أكثره دمُ

ونفَّرت بالأنفاس عنّى حدوجهم … كأنّ مطاياهم بهنّ توسَّمُ

أعاذلَ إن كان السلوّ لغدرة ٍ … فأصدقُ ما حدَّثتَ أنى مغرمُ

وددتُ الهوى يومين وصلا وهجرة ً … به اليومَ يشقى من به أمسِ ينعمِ

وأن ملوكا في بروجرد كرِّمتْ … بهم بذلوا الإنصافَ فيما تكرَّموا

فمُيِّز من أعدائهم أولياؤهم … إذا انتقموا يوم الجزاءِ وأنعموا

ولكنّهم والجور من دين غيرهم … طريقا بسهم الجور في الناس قسَّموا

فلا ماءَ إلا في الحسود مرقرقٌ … ولا نارَ إلا في المحبِّ تضرَّمُ

ألا راكبٌ بين الجبال سبيله … يظنُّ نشاطا مسهلا وهو محزمُ

يبلغُ من بعدِ السلام رسالة ً … عساه على أخطارها بي يسلمُ

يحطُّ بضبِّيِّينَ جمرة ُ فخرهم … بحيثُ انتموا وملكهم حيثُ خيَّموا

فيطرقُ أسماعا تصمُّ عن الخنا … وتصغي إلى داعي الندى فتصمِّمُ

إلام وكان البرُّ منكم سجيَّة … تواصلنا يخفى وكم نتظلَّمُ

وما بالُ غصنِ فيكمُ طاب أصلهُ … فرعتم له الهجرانَ فيما فرعتمُ

فطبَّقتم الآفاق وقفا بصيته … فلمّا نمى سوئلتمُ فمسكتمُ

أواشٍ دهاني عندكم أم خيانة ٌ … جنتها يدٌ حاشايَ من ذاك أو فمُ

أراجعُ نفسي أيُّ ذنب رمى بها … إلى السخط منكم والظنونُ ترجِّمُ

فلا جرما ما ناصفتْ في حسابها … سوى أن مللتم والملالُ تجرُّمُ

وأن حسودا ربّما كان غاظه … على حظّه بالعجزِ حظِّي منكمُ

تخلَّتْ لما أسداه بعدي وجوهكمُ … فظلَّ وللخالي الشجاعة ِ يلحمُ

وبي ما به من غيظه بمحاسني … لأن كنتُ فيكم واقفا حيثُ يرغمُ

وما أنا ممّن يستغرُّ بخدعة ٍ … يعود على أعقابها يتندَّمُ

أسادتنا والجودُ صيَّرنا لكم … عبيدا وعن قومٍ نعزُّ ونكرمُ

بأيّ المساعي تكتبون عدوَّكم … إذا أنتمُ أغريتمُ فقبلتمُ

وفي أيّما حكمٍ تظنّون زلَّة ً … فيظهرُ من تأديبكم إن حرمتمُ

ومغريكمُ بي أن تكفُّوا نوالكم … بمجدكمُ أغراكمُ لو علمتمُ

أعيذكم من مذنبٍ في عقوبة ٍ … بقيتم له عذرا ويقدحُ فيكمُ

ولو أنكم لمّا وجدتم عتبتمُ … وأعطيتمُ أصلحتمُ وشكرتمُ

نقصتم بحذفِ اسمي صحيفة َ رفدكم … فما زاد في أموالكم ما نقصتمُ

وما الفقرُ إذ أغفلتمُ ما منعتمُ … وليس الغنى لو جدتمُ ما بذلتمُ

ولا كان قدرُ المال قدر انتقامكم … ألا بئس فتكاتُ الملوك فتكتمُ

ووالله ما لله فيما حفظتم … ولا للعلا حقٌّ وحقِّي أضعتمُ

ولا بيَ ميزانُ العطاءِ وإنه … ليصغرُ عندي وهو في الدهر يعظمُ

ولا ذلَّة عاما فعاما تجدُّ لي … على صعدة ٍ من عطفكم ليس تعجمُ

وإني لأرضى من كثير طريقة ِ اب … تذالي قليلا بالعفاف يتمِّمُ

وحسبي فيما أدّعيه بعلمكم … متى قلتمُ في عفّتي ما عرفتمُ

ولكن مودَّاتٌ عذارى نكحتها … وإني من تطليقها أتذمَّمُ

ونفسٌ قضتْ فيكم زمانَ شبابها … رجتْ أنَّها فيكم تشيبُ وتهرمُ

ويخجلني أن ينشرَ الناسُ أنكم … طويتم من التنويه ما بي نشرتمُ

إذا صور الإشفاقُ لي كيفَ أنتمُ … وكيف إذا ما عنّ ذكريَ صرتمُ

تنفستُ عن عتبٍ فؤاديَ مفصحٌ … به ولساني للحفاظ مجمجمُ

وفى فيَّ ماءُ من بقايا ودادكم … كثيرا به من ماء وجهي أرقتمُ

أضمّ فمي صمتا عليه وبينه … وبين انكسابٍ ريثما أتكلّمُ

لمن يذخر المالَ الفتى وهو قادرٌ … به أن يحوزَ الحمدَ وهو مذمَّمُ

ألمِّظُ نفسي عتبكم وهو حنظلٌ … وأوردُ ما استطيبتمُ وهو علقمُ

فلا مات عرض المرء وهو ابن حرّة ٍ … وفي الأرض دينارٌ يعيش ودرهمُ

أأربابُ نعماي التي مذ عدمتها … علمتُ وقد أثريتُ أنّي معدمُ

وخُطَّابَ أفكاري التي ولدتْ لهم … ذكورا كراما والقرائحُ تعقمُ

متى اعتضتمُ منّى خطيبا بفضلكم … وهل مثلُ شعري عن علاكم مترجمُ

وما غيرُ مدحي طبَّق الأرض فيكمُ … وإن كان ملءَ الأرض ما قد مدحتمُ

سواءٌ إذا لم تسر قبلُ أوانسي … وشاعرُ ما لم يروه الناسُ مفحمُ

فما بالُ عامي هجركم لي جفاهما … جديبين عامُ الهجرة ِ المتقدِّمُ

أثقَّلتُ أم كنتُ المعيديّ عندكم … سمعتم به غيرَ الذي قد نظرتمُ

فلا شكروا فضلَ العتاب فإنه … فضالاتُ داء الصدر والداءُ يكظمُ

وما فاضَ حتى ضاق عنه إناؤه … وقد يملأ القطرُ الإناءَ فيفعمُ

صبرت لكم حولين تلوينْ راجيا … أخيبُ ووقعُ الجرح في الجرح مؤلمُ

وأشهد إن لم تغنني العامَ هذه … فلا ريع ممنوعٌ ولا جاد منعمِ

إذا شئتمُ أن تنظروا كيف يبتني ال … علاءَ الثناءُ فانظروا كيف أنتمُ