أجاذبها لو أمكنتْ من زمامها – مهيار الديلمي
أجاذبها لو أمكنتْ من زمامها … أريدُ وراءً والهوى من أمامها
وإن كان قلبي في الصبابة قلبها … فشتان ما شكَّيتني من عرامها
كلانا أخوه الوجد لكن غرامها … طليقٌ ونفسي في إسارِ غرامها
فما الحربُ إلا بين حلمي وخرقها … وبين زفيري خائفا وبغامها
يعزّ عليها نومها تحت كورها … بما فات من أيّامها في مسامها
وأن تعلف الرطبَ الخليط ببابل … مكانَ أراك حاجرٍ وبشامها
بلادٌ تسيم الضيمَ فوق ترابها … ضياعا وتسقي الذلَّ تحت غمامها
فليت بلاداً شرُّها في قصورها … فداً لبيوتٍ خيرُها في خيامها
نعم هذه الزوراءُ أنضرُ شارة ً … بما ضمِّنتْ من روقها وزمامها
ولكن ذناباها تطولُ رقابها … وأرجلها مرفوعة ٌ فوق هامها
إذا سرَّ نفسا يومُها ساءَ شهرها … فإنعامها مستطرحٌ في انتقامها
تمنّيتُ رغما غيرها وهيَ التي … فطيرة ُ جلدي حشوها من رغامها
وماذا على نفسٍ جنى عامُ خصبها … عليها الأذى أن تشتهي جذبَ عامها
سلامٌ عليها لا على جلِّ أهلها … لأخرى ترابُ العزِّ بين سلامها
ركبتُ لها عزمي وللنفس قعدة ٌ … تبلّغها من همّها واعتزامها
ورفَّعتُ من خفض الكرى بابن حرّة ٍ … تجودُ لصوني عينه بمنامها
يصمُّ سواه عن دعاءِ زميله … إذا ما الثريّا علّقتْ في مصامها
وقال اقضِ ما تقضي وفي الليل مهلة ٌ … فأسرارُ هذي العيسِ تحت ظلامها
تياسرْ بنا واترك لقومٍ يمينهم … وبعهم عراقَ الأرض غبنا بشامها
فكم راحة ٍ بيضاء ثمَّ وسحنة ٍ … ترى الرزقَ في صفاحها وابتسامها
وأندية ٍ حبُّ العلا من عقودها … وأيدٍ كنوزُ المال تحت كمامها
وقومٍ على تعظيم ملكك لوحمتْ … لدنْ خلقت لحومها بعظامها
أثرها ورُحْ فالنُّجحُ عند مسيرها … مغرِّبة ً والعجزُ عند مقامها
ولكن ببغدادٍ فما أنت صانعٌ … وحظُّك منها شعبة ٌ من كرامها
جبالُ بني عبد الرحيم وسحبها … كعهدك في إرسائها وانسجامها
قبيلٌ بهم شدَّت عراكَ فلم تكن … لتملك كفُّ الدهر حلَّ عصامها
هم انتقذوكَ والليالي ضواربٌ … بكلكلها في ضغطها وزحامها
وهم وجدوك جمرة ً فتضعَّفوا … لها الريحَ حتى طبَّقتْ بضرامها
بأوصافهم سمِّيتَ واحدَ دهرهِ … وما نلته من ضبطها ونظامها
وكم كثَّروا من حاسديك وأشرجوا … صدورا على شحنائها وسقامها
وعدُّوك نفسا منهمُ ما لهم بها … مساهمة ٌ في حلِّها وحرامها
وما أنت إن حمَّتْ نواك بتركهم … سوى مهجة ٍ مأذونة ٍ بجمامها
وهل عنزعيم الملك في الناس عائضٌ … إذا كشفتْ مخبوءة ٌ عن خدامها
سلالة ُ مجدٍ زاد فيها قرانها … كما الكرمُ معنى ً فضلهُ في مدامها
ترقَّت به همّاته قبلَ سنّه … إلى ذروة ٍ خلَّوا له عن سنامها
تظلُّ العيونُ دونها مستريبة ً … بألحاظها إن رفَّعت في اقتحامها
إذا قطَّرت بالراكبين فردفهُ … على سرجها وكفُّه في لجامها
جرى لاحقاً مجدَ العشيرة قادرا … على سبقها لولا مكانُ احتشامها
غلامٌ ترى أشياخها وكهولها … به فرقا مجموعة ً في غلامها
إذا قال أرضاها وإن قام دونها … إلى الخطب أغنى سوقها عن قيامها
وإن نقصتْ من جانب المجد شعبة ٌ … فشدَّ عليها كان مولى تمامها
وإن ضاقَ بين القرن والقرن مأزق … ضرابُ الكماة ِ فيه مثلُ لطامها
فلم تك إلا هامة طاح بدرُها … وكفّ هوت جوزاؤها في قيامها
نضتْ منه وسطى عقدها وتعزّزت … بثالثها في سلكها ونظامها
فتى لا يربِّي المالَ إلا لفقده … ولا يُكرم النعمى لغير اهتضامها
ولا يحسبُ الأرزاقَ إلا ليومه … إذا حسبتْ نفسُ اللئيم لعامها
ولم أرَ منه قطّ أولدَ راحة ً … وأجدى على إقلاتها وعقامها
يجود وفي أوشاله جلُّ مالهِ … وتلحزُ أيدٍ مالُها في جمامِها
أبا حسنٍ لبّيك داعي مودة ٍ … سواك يناديها بصمِّي صمامِها
وخاطب أبكارٍ وعونٍ حميتها … وخلّيت عنها سارحا في سوامها
وذبَّبتُ عنها الناس ضنّاً بعذرها … لمجدك حتى كنتَ فضَّ ختامها
لها مددٌ تزداد منه بنقصها … وتنمي على توزيعها وانقسامها
بقيتُ غريبا مثلَ عنقاءِ جوّها … لها ووحيدا مثلَ بدر تمامها
يرجِّم فيّ الظنُّ هل أنا ربُّها … أم انتشرت فحولها من رجامها
وقد آمنَ الأعداءُ أنّى نبيُّها … وكم رسلٍ آياتها في كلامها
لعرضك منها نثرة ٌ سابغيَّة ٌ … وأعراضُ قومٍ عرضة ٌ لسهامها
جزاءً بما راعيته من حقوقها … وأوجبته من إلِّها وذمامها
كما استصرختْ كفَّيك والدهرُ فاغرٌ … ليمضغها لا قانعا بعذامها
ونادتك نفسٌ والخناقُ مصمِّمٌ … على جولِ طوقيها ومجرى حزامها
فكنتَ مكانَ السيف نصرا وكالحيا … أعاد رضاعَ الأرض بعد فطامها
عوايدُ من نعماك يرجع وصلها … جديدا إذا ما خفتُ وشكَ انصرامها
إذا سألتْ حكَّمتها ونزلتَ بالسَّ … ماح على سلطانها واحتكامها
فإن أمسكتْ بقيا عليك وحشمة ً … تبرّعتَ سعيا في زوال احتشامها
فلا عدمتك فارجا لمضيقها … وبابا إلى ما استصعبتْ من مرامها
وجاءتك أيّام التهاني بوفدها … تخبِّر عن تخليدها ودوامها
لأجيادها من حليها ما تعلَّقتْ … به حلقاً أطواقها من حمامها
فيأخذُ يومُ المهرجان اصطفاءه … بحصَّته من فذِّها وتؤامها
فللعيد من مرباعها وفضولها … سهامُ الملوك حكِّمتْ في سهامها
له قدمُ الإسلامِ والفوزُ في غدٍ … بجنَّة ِ عدنٍ بردها وسلامها
ففزْ بهما واشدد على العزّ فيهما … عرى ً لا يرى خطبٌ مكان انفصامها
أشمَّ العلا ما لامس الأرضَ حافرٌ … وما ثقلتْ بأحدها وشمامها
وما أحرزتْ نفسٌ تقاها شعارها … لذخرٍ غدٍ من فطرها وصيامها