أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ – مهيار الديلمي

أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ … و أجدرُ لو تبوحُ فتستريحُ .

حملتَ البينَ جلدا والمطايا … بوازلها بما حملتْ طلوحُ

و قمتَ وموقف التوديع قلبٌ … يطير به الجوى وحشاً تطيحُ

تلاوذُ حيثُ لا كبدٌ تلظى … بمعتبة ٍ ولا جفنٌ قريحُ

فهل لك غير هذا القلبِ تحيا … به أو غير هذي الروحِ روحُ

لعمرُ أبي النوى لو كان موتا … جنتْ لك فهو موتٌ لا يريحُ

يفارقُ عاشقٌ ويموتُ حيٌّ … و خيرهما الذي ضمنَ الضريحُ

و قال العاذلون البعدُ مسلٍ … فما لجواك ضاعفه النزوحُ .

و في الأظعانِ طالعة ً أشياً … أبو لونين مناعٌ منوحُ

سلافة ُ ريقهِ بسلٌ حرامٌ … و وردة ُ خده مما يبيحُ

إذا كتمته خالفة ٌ وخدرٌ … وشى بمكانه المسكُ النضيحُ

أسارقه مسارقة ً ودون ال … خلاطِ به الأسنة ُ والصفيحُ

و لم أرَ صادقَ العينين قبلي … أضلَّ فدله شمٌّ وريحُ

أيا عجبا يهتكُ في سلاحي … و قد حطم القنا طرفٌ طموحُ

و يقنصني على إضم وقدما … قنصتُ أسودها رشأٌ سنيحُ

رمى كبدي وراح وفي يديه … نضوح دمي فقيل هو الجريحُ

و أرسلَ لي مع العواد طيفا … يرى كرما وصاحبهُ شحيحُ

إذا كربَ الرميُّ يبلُّ شيئا … ألمَّ فدميتْ تلك القروحُ

فقال كم القنوطُ وأنت تحيا … و كم تأتي الغنيَّ وتستميحُ

شكوتَ وَ من أرى رجلٌ صحيحٌ . … فقلتُ له وهل يشكو الصحيحُ

فما لك يا خيالُ خلاك ذمٌّ … أتاحك لي على النأي المتيحُ .

فكيف وبيننا خيطا زرودٍ … قربتُ عليكَ والبلد الفسيحُ .

أعزمٌ من زعيم الملك تسري … به أم من ندى يده تميحُ

حملتَ إذاً على ملكٍ كريم … إلى رحلي يعودُ بك المسيحُ

و جئتَ بنائلِ لا البحرُ منه … بمنتصفٍ ولا الغيثُ السفوحُ

حمى اللهُ ابنَ منجبة ٍ حماني … و قد شلت على الراعي السروح

و سدَّ بجوده خلاتِ حالي … و قد ضعفتْ على الخرقِ النصوحُ

تكفلَ من بني الدنيا بحاجي … نتوجٌ في عقائمها لقوحُ

تفرغ لي وقد شغلَ المواسي … و خالصني وقد غشَّ الصريحُ

و قام بنصرِ سؤدده فسارتْ … مطالعهُ وأنجمهم جنوحُ

حلتْ مدحي لقومٍ لم يهشوا … و غناه فأطربه المديحُ

كأنّ الشعرَ لم يفصحْ لحيًّ … سواه وكلهم لحنٌ فصيحُ

جوادٌ في تقلبِ حالتيه … فلا سعة ٌ تبين ولا رزوحُ

إذا قامت له في الجود سوقٌ … فكلُّ متاجرٍ فيها ربيحُ

تمرن في السيادة منه ماضٍ … على غلوائه لا يستريحُ

جرى متدفقا في حلبتيها … كما يتدفق الطرفُ السبوحُ

و جمع ملكُ آل بويه منه … على ما شتت الكافي النصيحُ

يقلبُ منه أنبوبا ضعيفا … تدينُ له الصفائح والسريحُ

و كان الفارسَ القلميَّ يبلى … بحيثُ يعردُ البطلُ المشيحُ

ورى بضيائه والليلُ داجٍ … خفوقَ النورِ منبلجٌ وضوحُ

أضلَّ الناسَ في طرق المعالي … سبيلاً بين عينيه يلوحُ

و ضمَّ الحبلَ محلولي مريراً … أخو طعمينِ منتقمٌ صفوحُ

فيوم الأمنِ ورادٌ شروبٌ … و يوم الغبن عيافٌ قموحُ

أبا حسنٍ عدوك من ترامى … به الرجوانِ والقدرُ الجموحُ

إلى متمرد المهوى عميقٍ … فتطرحه مهالكهُ الطروحُ

تفرسَ في الغزالة ِ وهو أعشى … ليقدحَ في محاسنها القدوحُ

يناطحُ صخرة ً بأجمَّ خاوٍ … أيا سرعانَ ما حطمَ النطيحُ

بحقك ما أبحتك من فؤادي … مضايقَ لم ينلها مستميحُ

أصارك وهي خافية ٌ إليها … ودادك لي ونائلك السجيحُ

فإن أخرستَ ريبَ الدهر عنيّ … بعونك والنوائبُ بي تصيحُ

و لم تبعلك بي مترادفاتٌ … من الحاجاتِ تغدو أو تروحُ

و غيرك حامَ آمالي عطاشا … عليه وما يبلُ لهنّ لوحُ

تزاورَ جانبا عن وجه فضلي … فضاع عليه كوكبيَ الصبيحُ

جفاني لا يعدُّ عليَّ ذنبا … بأعذارٍ وليس لها وضوحُ

أعاتبهُ لأنقله ويعيا … بنقلِ يلملمَ اليومُ المريحُ

و كم أغضيتَ إبقاءً على ما … أتى وسترتَ لو خفيَ القبيحُ

فلا تعدمك أنتَ مكرراتٌ … على الآفاق تقطنُ أو تسيحُ

لها أرجٌ بنشرك كلّ يومٍ … على الأعراض ضوعته تفوحُ

تصاعدُ في الجبالِ بلا مراقٍ … و يقذفُ في البحار بها السبوحُ

تمرُّ عليكَ أيامُ التهاني … و منهنّ المباركُ والنجيحُ

بجيدِ المهرجان وكان عطلا … قلائدُ من حلاها أو وشوحُ

بشائرُ أنَّ عمركَ في المعالي … يعدُّ مضاعفا ما عدَّ نوحُ