محمود سامي البارودي
ذَهَبَ الهَوَى بِمَخِيلَتِي وَشَبابِي – محمود سامي البارودي
ذَهَبَ الهَوَى بِمَخِيلَتِي وَشَبابِي … وَأَقَمْتُ بَيْنَ مَلاَمَةٍ وَعِتَابِ هِيَ نَظْرَةٌ كَانَتْ حِبالَةَ خُدْعَةٍ … مَلَكَتْ عَلَيَّ بَدِيهَتي وَصَوابِي نَصَبَتْ حَبائِلَ هُدْبِهَا فَتَصَيَّدَتْ … قَلْبي فَراحَ فَرِيسَةَ الأَهْدابِ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ طَارِقَةِ الْهَوَى … أَنَّ الْعُيُونَ مَصايِدُ الأَلْبابِ وَمِنَ الْعَجائِبِ في...
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً، وَلاَ – محمود سامي البارودي
تَاللَّهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعاً، وَلاَ … لاقٍ وَإِنْ طَوَّفْتَ إِلاَّ رِزْقَكَا إن كنتَ تؤمِنُ بالَّذى خَلَقَ الورَى … وَأَقَاتَهُ، فَعَلاَمَ تَقْتُلُ نَفْسَكَا؟
يا ويحَ نَفسِى مِن هَوى شادِنٍ – محمود سامي البارودي
يا ويحَ نَفسِى مِن هَوى شادِنٍ … غَازَلَ قَلْبِي لَحْظُهُ فَانْهَتَكْ ذى نَظرَة ٍ كالسِّحرِ ، لو صادفت … غَمزتُها ليثَ وغى ً ما فَتَك فَكيفَ أحمِى مُهجَتِى بعدَ ما … خامَرَها الوَجدُ ؛ فَطارَت بِتَك ؟ فَلاَ يَلُمْنِي غَافِلٌ، فَالْهَوَى …...
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى – محمود سامي البارودي
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ، فَبَكَى … وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ، فَشَكَا وتَمنَّى نَظرة ً يَشفِى بِها … عِلَّة َ الشوقِ ، فكانَت مَهلَكا يَا لَهَا مِنْ نَظْرَة ٍ مَا قَارَبَتْ … مَهْبِطَ الْحِكْمَة ِ حَتَّى انْهَتَكَا نَظرَة ٌ ضَمَّ عَليها هُدبَهُ … ثُمَّ أَغْرَاهَا،...
أسَلَّة ُ سيفٍ ، أم عَقيقة ُ بارِقِ – محمود سامي البارودي
أسَلَّة ُ سيفٍ ، أم عَقيقة ُ بارِقِ … أضاءت لَنا وهناً سَماوة َ بارِقِ ؟ لَوَى الرَّكْبُ أَعْنَاقاً إِلَيْهَا خَوَاضِعاً … بِزَفْرَة ِ مَحْزُونٍ، وَنَظْرَة ِ وَامِقِ وفى حَركاتِ البَرقِ لِلشوقِ آيَة ٌ … تَدُلُّ عَلَى مَا جَنَّهُ كُلُّ عَاشِقِ تَفُضُّ...
سَلِ الفَلكَ الدوَّارَ إن كانَ يَنطِقُ – محمود سامي البارودي
سَلِ الفَلكَ الدوَّارَ إن كانَ يَنطِقُ … وكيفَ يُحيرُ الهوى أخرَسُ مُطرِقُ ؟ نُسائِلُهُ عَنْ شَأْنِهِ وَهْوَ صَامِتٌ … وَنَخْبُرُ مَا فِي نَفْسِهِ وهْو مُطْبَقُ فلا سِرُّهُ يَبدو ، ولا نحنُ نَرعَوِى … وَلاَ شَأْوُهُ يَدْنُو، وَلاَ نَحْنُ نَلْحَقُ وكَيفَ تنالُ النفسُ...
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ – محمود سامي البارودي
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ … فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاَغٍ لِمُفْلِقِ هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْراً، وَتَارَة ً … يَثورُ الشَجا مِنهُ مَكانَ المُخَنَّقِ يُغنِّى بهِ شادٍ ، ويَحدو رِكابهُ … بهِ كلُّ حادٍ بينَ بيداءَ سَملَقِ فَطَوْراً تَرَاهُ زَهْرَة ً بَيْنَ...
اُكتُم ضَميركَ مِن عَدوِّكَ جاهِداً – محمود سامي البارودي
اُكتُم ضَميركَ مِن عَدوِّكَ جاهِداً … وحَذارِ لا تُطلِع عَليهِ رَفيقا فَلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً … ولرُبَّما رجعَ العَدُوُّ صَديقا
إذا المرءُ لم يرمِ الهَناة َ بِمثلِها – محمود سامي البارودي
إذا المرءُ لم يرمِ الهَناة َ بِمثلِها … لِيَدْفَعَ ضَيْماً، فَهْوَ بِالذُّلِّ أَخْلَقُ ومَن شَهِدَ الهيجاءَ مِن غيرِ آلة ٍ … يَذودُ بهِا عَن نَفسهِ ، فَهوَ أحمَقُ
أَضَنُّ بِصَاحِبِى ، وأَذُودُ عَنْهُ – محمود سامي البارودي
أَضَنُّ بِصَاحِبِى ، وأَذُودُ عَنْهُ … وأَمْنَحُهُ السَوِيَّة َ فى الْحُقوقُ وَإِنْ غَدَرَ الزَمَانُ بِهِ فإِنَّى … أَقُومُ بِنَصْرِهِ فِعْلَ الصَّدِيقِ إِذَا ما الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْ أَخَاهُ … عَلَى الْحَالَيْنِ فِي سَعَة ٍ وَضِيقِ فَدَعْهُ غَيْرَ مَأسوفٍ عَلَيهِ … فَخَيْرٌ مِنْهُ إِخْوَانُ...
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائعَ أَرْبَعٍ – محمود سامي البارودي
إِنَّ ابْنَ آدَمَ ذُو طَبَائعَ أَرْبَعٍ … مَجموعَة ِ الأجزاءِ فى أخلاقِهِ تَبْدُو فَوَاعِلُهَا علَى حرَكَاتِهِ … فى بَطشِهِ وسُكونهِ ونِزاقِهِ فَإِذَا تَغَلَّبَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَلَى … أَقْرَانِهِ أَدَّى إِلى إِقْلاَقِهِ بَيْنَا تَرَاهُ كَالزُلاَلِ لَطَافَهً … أَلْفَيْتَهُ كَالنَّارِ فِي إِحْراقِهِ أَوْ كَالتُّرَابِ...
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ – محمود سامي البارودي
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ … وأكثرُ من لاقيتُ خبٌّ مُنافِقٌ ؟ بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَادِقاً … فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ؟ أُحاوِلُ أمراً قَصَّرت دونَهُ النُهى … وشابَت ولَم تَبلُغُ مَداهُ المَفارِقُ وأعظَمُ ما تَرجوهُ ما لا تَنالُهُ … وأكثرُ...
دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى – محمود سامي البارودي
دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى … مَكانٌ كَفِردوسِ الجِنانِ أنيقُ فَسِيحُ مَجَالِ الْعَيْنِ، أَمَّا غَدِيرُهُ … فَطَامٍ، وَأَمَّا غُصْنُهُ فَرَشِيقُ كَسَا أَرْضَهُ ثَوْباً مِنَ الظِّلِّ بَاسِقٌ … مِنَ الأيكِ فِينانُ السَراة ِ وريقُ سَمَتْ صُعُداً أَفْنَانُهُ، فَكَأَنَمَا … لَهَا...
هَل مِن طبيبٍ لِداءِ الحُبِّ ، أوراقِى ؟ – محمود سامي البارودي
هَل مِن طبيبٍ لِداءِ الحُبِّ ، أوراقِى ؟ … يَشفِى عَليلاً أخا حُزنٍ وإيراقِ قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً … حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ، فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي حُزنٌ بَرانِى ، وأشواقٌ رَعَت كَبِدِى … يا ويحَ نَفسِى مِن حُزنٍ وأشواقِ أُكلِّفُ...
رَبِّ ، خُذ لِى مِنَ العُيونِ بِحَقِّى – محمود سامي البارودي
رَبِّ ، خُذ لِى مِنَ العُيونِ بِحَقِّى … وَأَجِرْنِي مِنْ ظَالِمٍ لَيْسَ يُبْقِي قَد تَوقَّيتُ ما استَطعتُ مِنَ الحُبِّ … ـبِ، وَلَكِنْ ماذَا يَرُدُّ التَّوَقِّي؟ وتَرفَّقتُ بِالفؤادِ ، ولَكِن … غَلَبَتْ لَوْعَة ُ الصَّبَابَة ِ رِفْقِي لا تَلُمنِى على الهَوى ،فَغُموضُ ال...
أليلَى ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى – محمود سامي البارودي
أليلَى ما لِقلبِكِ ليسَ يَرثِى … لِما ألقاهُ مِنْ ألَمِ الفِراقِ؟ كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي … وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي وَرَقَّتْ لِي قُلُوبُ النَّاسِ حَتَّى … بَكى لِى كلُّ ساقٍ فَوقَ ساقِ تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي؟ … وَلَوْلاَ الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ...
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ – محمود سامي البارودي
أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ … أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشقا ؟ لَم تَدَع مِنِّى الصَبابَة ُ إلاَّ … شَبَحاً شَفَّهُ السَقامُ فَدقَّا ودُموعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى … غَلَبَتْ أَدْمُعَ الْغَمَامة ِ سَبْقَا فَتَصدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي … داءَ...
عُودِي بِوَصْلٍ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي – محمود سامي البارودي
عُودِي بِوَصْلٍ، أَوْ خُذِي مَا بَقِي … فَقَدْ تَدَاعَى الْقَلْبُ مِمَّا لَقِي أَيُّ فُؤَادٍ بِكِ لَمْ يَعْلَقِ … وأَنْتِ صِنْوُ الْقَمَرِ الْمَشِرقِ ؟ عَلَّمْتِنِي الذُّلَّ، وَكُنْتُ امْرأً … أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، وَلاَ أَتَّقِي فَارْحَمْ فُؤَاداً أَنْتَ أَبْلَيْتَهُ … ومُقْلَهً لَوْلاَكَ لَمْ تَأْرقِ...