في طهران – محمد مهدي الجواهري
ما انتفاعي بغيض هذي الدُّموعِ … والجْوى مِلْءُ مهجتي وضُلوعي
لا أُحب العِناقَ من أجل ذكرى … خَلّفتها عناقةُ التوديع
لم أكُنْ قبل أن يَحينَ نواكُمْ … عارفاً قَدْرَ شمليَ المجموع
قد رأيتمْ تجلُّدي لسواكمْ … فاسألوا كيف كان فيكم وُلوعي
هَيّنٌ كلُّ ما أُلاقيهِ منكمْْ … في الهوى غَيْرَ ذِلّتي وخضوعي
عتب الناسُ قبلنا فأساءوا … رُبّ عتبٍ يجرُّ للتقريع
أين فضلُ الشباب إن لم يكن لي … حين أرجو وصالَكُمْ بشفيع
نَفَسُ الشعر شاهدٌ لذويهِ … ليس يخفى المصنوعُ بالتصنيع
إن أُضيَّعْ فسوف يُنْشَدُ شعرٌ … بدويٌّ برقةِ المطبوع
قد سمِعْنا بفارسٍ وكفانا … حُسْنُ مرئيّها عن المسموع
جاء فصلُ الربيع يَفْتَرُّ حسناً … وهنا .. هاهنا رُواءُ الربيع
رَجَع الحسنُ بعدما فات منها … قلَّ ما بينَ فَوْتِهِ والرُّجوع
واذا ما الشتاءُ جاء وردت … قطعاتُ الثلوجِ كَفَّ الصقيع
وأتى الصيفُ فاستفاضت شَِعابٌ … غمرتها الرّبى بماءٍ مَريع
وتولى الأشجارَ زِيٌّ غريبٌ … فهي خضرُ الأصولِ بيض الفروع
فهناك الجمالُ وهو بسيطٌ … تجتليه والحسن وهو طبيعي