أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ – الشاب الظريف

أَأَطْلُبُ يا مُحَمَّدُ أَنْ يَؤولاَ … لِغَيْرِكَ وِدُّ قَلْبي أَوْ يَمِيلا

وأرجو غيرَ بابكَ لي مراماً … وأقصدُ غيرَ رَبعِكَ لي مقيلا

واخطبُ شمسكَ أن تُجلَّى … وأسألُ غيرَ مائكَ أن يسيلا

وقد أنجحتَ لي بنداكَ مسعى ً … وَقَدْ حَقَّقْتَ لي أَملاً وَسُولا

جَعَلْتَ بِجَاهِكَ العَلْياءَ دُوني … ورُعْتَ ببأسِكَ الخطْبَ المَهُولا

وَمَاأَنَا مُنْكِرٌ تِلْكَ العَطَايَا … وما أنا جاحِدٌ ذاكَ الجميلا

وَلاَ أَنَا قانِعٌ لَكَ مِنْ وِدَادٍ … بِأَنْ أُثْنِي عَلَيْكَ وأَنْ أَقُولا

عَلى أَنّي فتى ً فَطِنٌ بَليغٌ … بلوغٌ ما سَلكْتُ لَهُ سبيلا

بألفاظٍ تخرُّ لَهَا القوافي … وَيَنْقادُ القَرِيضُ لها ذَلُولا

إذا مَرَّتْ عَلى أُذُنَيْ فَصيحٍ … سِواكَ يعضُّ إصبعَه طويلا

ومَا أنا بالغٌ بكثيرِ مدحي … من الكرمِ الذي تحوي قليلا

وأَنْتَ أَعزّ أَنْ تُدْعَى عَزِيزاً … وأَنْتَ أَجلّ أَنْ تُدْعَى جَلِيلا

وأَنْتَ أَخٌ لِكُلّ غَريبِ دارٍ … إذا عدمَ القرابة َ والخليلا

يُسلي لفظكَ الصَّبَّ المُعَنَّى … ويَشفي ذِكرُكَ الدَّنفَ العليلا

إذَا وَهَبَ الإلهُ لنا عُقُولاً … وَهَبْتَ لِما وَهِبْناهُ عُقُولا

فداؤكَ مَنْ من تدينُ لهُ الأماني … بأنْ يلقى إليكَ لَهُ وصولا

وَمَنْ هُوَ دُونَ أَنْ يَرْنُو بِطَرْفٍ … إلَيْكَ فَكَيْفَ تَنْظُره عَدِيلا

تُرى شمسُ الضُّحى إبان تبدو … وَتُنْظَرُ حِينَ تُنْتَسِبْ الأُصُولا

فَمَنْ وَافَى يَعِيبُ الشَّمْسَ يَوْماً … كفاهُ على جهالتهِ دَليلا