أَسرَعتُ لبابِكِ أَقرَعُهُ – الياس أبو شبكة
أَسرَعتُ لبابِكِ أَقرَعُهُ … في لَيلٍ أَظلَمَ برقعُهُ
وَقَصيدَة شَبلي مُصغيةٌ … لِنَشيدِ فُؤادي تسمَعُهُ
فَأَفاقَ أَبوكِ وَفي يَدِهِ … مِصباحُ الغُرفَةِ يَرفَعُهُ
وَأَجابَ رَشيدٌ لَم يَرجع … وَجَميل أَواه مضجعُهُ
فَكَتَمت السرَّ وَفي كَبِدي … قَيثارُ الحَظِّ أُقَطِّعُهُ
وَرَجِعتُ وَفي حُبّي خَرقٌ … ثَوبٌ ما كنتُ أُرَقِّعُهُ
مَولايَ وَفي يَدِهِ وَلد … ما شاءَ هَواه يلوِّعُهُ
فَإِذا أَدناه بِتَبسمةٍ … مِنهُ فَبِعُنفٍ يَدفَعُهُ
ثَمراتُ الطُهرِ مراشِفه … وَغُصونُ الزَنبَقِ أَذرعُهُ
وَالعَينُ بُحَيرَةُ أَحلامٍ … تَتَمَوَّجُ فيها أَدمُعُهُ
لا أَنسى لَيلَةَ أَنشَدَني … لَحناً وَالحُبُّ يوقِّعُهُ
وَالأُفقُ سَريرٌ قَد فُرِشَت … فيهِ الأَزهارُ تُضَوِّعُهُ
يا هِندُ فُؤادي ذو عِلَلٍ … فَأقلُّ جفاءٍ يوجعُهُ
فَاِهديهِ إِلى عَينَيكِ فَفي … عَينَيكِ دَواءٌ يَنفَعُهُ
يا هِندُ كَفى قَلبي حِجَجٌ … سَيَثورُ عَلَيكِ ترفُّعُهُ
فَاِرشيهِ بِعاطِفَةٍ يقنع … فَالحجَّةُ لَيسَت تقنَعُهُ