أَسيلَةَ الفَحشاءِ نارِكِ في دمي – الياس أبو شبكة
أَسيلَةَ الفَحشاءِ نارِكِ في دمي … فَتَضرَّمي ما شِئتِ أَن تَتَضَرَّمي
أَنا لَستُ أَخشى مِن جَهَنَّم جَذوَةَ … ما دامَ جِسمي يا سدومُ جهنَّمي
طَوَّفتِ بي مَيتاً بِأروقَةِ اللَظى … فَحَمَلتُ تابوتي وَسِرتُ بِمَأتَمي
وَعَصبتِ بِالشَبقِ المجمَّرِ جَبهَتي … فَرَفَعتُها في عَصريَ المُتَهكّمِ
عَلَّمتِني لغة النُبوءَة عِندما … فَجَرَّتِ أَلغامَ السمومِ بِمنجمي
مَهلاً كلانا يا سلومُ مُسَلَّح … فَلظاكِ في جِسمي وَثَأركِ في فَمي
سَيَّرتِ قَلبي في المَهازِلِ شاعِراً … وَذررتِ مَسحوقَ العِظاتِ بمرقَمي
فَكَأَنَّ غَضبَةَ أَنبيِيائِكِ عِندَما … أُحرِقَتِ عاشَت في اللَظى المُتَكَلِّمِ
أَبغيَّ هذا العَصر خمركِ فَاِغرُفي … وَاِسقي ذَراريَّ الوَرى وَاِستَسلمي
وَبِمَضجعِ الغُرَباءِ نامي حِقبَة … ثُمَّ اَعدُلي عَنهُ لِآخر وَاِرتَمي
وَتَرَنَّمي ما شِئتِ في حَمأ البَلى … حَتّى يَجِفَّ بِك الرضاع وَتَهرَمي
حَتّى تُضاجِعَكِ الأَفاعي في الدُجى … وَيَصيرَ حُسنُكِ مخدِعاً لِلأَرقَمِ
حَتّى يَفورَ الدودُ مِنكِ وَيَنثَني … يِمتَصُّ جيفَة عرضِك المُتَهَضِّمِ
حَتّى يَدبَّ المَوت فيكِ وَتَمّحي … ذُرِّيَّةُ المَهدِ الأَثيمِ المُجرِمِ