فيصل السعود – محمد مهدي الجواهري
على سَعةٍ وفي طُنَفُ الأمان … وفي حَبّات أفئدةٍ حواني
بقرب أخيهِما كرماً ولطفاً … وثائرة يُسَرُّ الرافدانِ
فتى عبد العزيز وفيكَ ما في … أبيك الشْهمِ من غُررِ المعاني
لأمرّ ما تُحس منِ انعطافٍ … عليك وما ترى من مهرجان
تأملْ في السُّهول وفي الروابي … ومختلِف الأباطحِ والمغاني
ألستَ ترى ارتياحاً وانطلاقاً … يلوح على خمائلها الحسان
وفي شتى الوُجوه ترى انبساطاً … ولو في وجه مكتئب وعاني
وذاك لأن كلَّ بني سُعودٍ … لهم فضل على قاصٍ وداني
وأنّهُمُ الملاجيءُ في الرزايا … وأنَهُمُ المطامحُ والأماني
وأنك والذي أُفِدْتَ عنه … أباك ملاذةُ الحر المُهانِ
تسوسون الرعية بالتساوي … بفرط العدْل أو فرط الحنان
فلا مثلَ الجناة يُرى بريء … ولا بَدَلَ البريء يُعافُ جاني
لكم في ذمة الأحرار دَيْنٌ … وأكرِمْ بالمدُين وبالمُدان
أبوكَ ابن السعود أبو القضايا … مشرفةً على مرّ الزمان
ولمَحُ الكوكب المُلْقي شُعاعاً … على شُعَب الجْزيرة والمَحاني
ورمزُ العبقريةِ في زمان … به للعبقرية كلُّ شأن
لها كُتِبَ الخلودُ ، وما سواها ، … برغم دعاية الداعين ، فاني
ولم أر مثلَهُ إلا قليلاً … مهِيباً في السماع وفي العِيان
كأني منه بين يَديْ هِزبَرٍ … أخي لِبَدٍ على بُعدِ المكان
أقول الشعر محتفظاً وئيداً … كأني خائفٌ من أن يراني
وقى اللهُ الحِجزَ وما يليهِ … بفضل أبيك من غُصَصِ الهوان
ومتَّعَ ذلك الشعبَ الموقَّى … بسبع سنينَ شيقةٍ سِمان
على حينَ اصطلى جيرانُ نجد … بجمر لظىً وسمّ الأفعوان
وقد رقَّت لها حتى عِداها … لكابوس بها مُلقى الجِران
أرادَتْه اضطراراً لا اختياراً … وليس لها بدَفْعَتِه يدان
فليت الساهرين على دَماراً … فداءُ الساهرين على الكيِان
وما سِيانِ مشتملون حَزْماً … ومشتملون أحزمةَ الغواني
تُحاك له الدسائسُ تحت ليل … من الشحناء داجي الطَّيْلسان
على يد مصطلينَ بهِ غِضابٍ … على عليائه حرِدِي اللسان
وحُسّاد لذي شرف مَهيب … رَمَوْا منه بسُلٍّ واحتقان
من القوم الذين إذا استُجيشوا … ذكا لأُنوفهم أَرجُ الجِنان
مشى للناس وضّاحاً وجاءوا … إليهم تحت أقنعة القِيان
فقل لهُمُ رويداً لا يَطيشوا … ولا يَغُررْهُمُ فرطُ التواني
فبالمرصادِ صِلٌّ أرقميٌّ … شديدُ البطش مرهوبُ الجَنان
يُريهِمْ غفلةً حتى إذا ما … تمادَوْا في اللّجاجة والحِران
مشى لهم كأروعِ ما تراه … حديدَ الناب محتشدَ الدُّخان
وقال لشيخهم إن شئتَ ألّا … أراك ترفعاً أفلا تراني ؟
إذا لم تَقْوَا أن تبنى فحايد … وكن شَهمْا يقدِّرُ صنعَ باني
مَشَيْتُمْ والملوكُ إلى مجالٍ … به أحرزتُمُ قَصَبَ الرِّهان
فجاء مقامُهُمْ عنكم وضيعاً … مقام الزَج زلَّ عن السِّنان
فلا تحسَبْ بأن دعاةَ سُوءٍ … تحرَّكُ من فلانٍ أو فلان
ولا شتى زحاريفٍ ركاكٍ … ولا شتى أساليبٍ هِجان
تَحَوَّلَ عَنْكُمُ مجرى قُلوب … موجهةٍ إليكم بِاتزان
يسُرُّ الناسَ أنَّ فتىً كريماً … يُسَرَّ ، كما يعاني ما يعاني
ترفع يا سرورُ عن القوافي … فانكَ لَلْغنيُّ عنِ البيان
وَهبني كنتُ ذا حَصَرٍ عِيِيّاً … وهبني كنت منحبسَ اللسان
فما قدْرُ العواطف والنوايا … إذا احتاجت لنقْلِه تَرجَمان