شكوى فتاة – إيليا أبو ماضي
لي بعل ظنّه الناس أبي … صدّقوني أنه غير أبي
واعدلوا عن لوم من لو مزجت … ما بها بالماء لم يُستعذبِ
ربّ لوم لم يفد إلا العنا … كم سهام سدّدت لم تصب؟
يشتكي المرء لمن يرثي له … ربّ شكوى خفّفت من نصب
زعموا أن الغواني لِعَبٌ … إنما اللعبة طبعا للصبي
وأنا ما زلت في شرخ الصّبا … فلماذا فَرّطَ الأهلونَ بي؟
ليَ قَدٌّ وجمالٌ يزدري … ذاك بالغُصنِ وذا بالكَوْكَبِ
قد جرى حبّ العُلى مجرى دمي … فهي سُوّلي والوفا من مشربي
أنا لو يعلم أهلي درّة … ظُلمت في البيع كالمخشلبِ
أخدوا الدينار مني بدلا … أتراني سلعة للمكسبِ؟
لا، ولكن راعهم عصر به … ساد في الفتيان حبّ الذّهبِ
ليس للآداب قدرٌ بينهم … آه لو كان نضارا أدبي
حسبوني حين لازمت البكا … طفلة أجهل ما يدري أبي
ثمّ بالغول أبي هدّدني … أين من غول المنايا مهربي؟
أشيب لو أنّه يخشى الدّجى … شابَ ذعراً منه رأس الغيهب
ليت ما بيني وبين النوم من … فرقةٍ بيني وبين الأشيبِ
يا له فظا كثير الحزن لا … يعرف الأنس قليل الطّربِ
يُخضِبُ الشّعر ولكن عبثا … ليس تَخفى لغة المستغربِ
قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى … إنّه مشتغل في طلبي
ولمن يعجب من بغضي له … أيها الجاهل أمري اتّئب
إنما الغصن إذا هبّ الهوا … مال للأغصان لا للحطبِ
وإذا المرء قضى عصر الصّبا … صار أولى بالرّدى من مذهبي