ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟ – محمود سامي البارودي
ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟ … أو لم يكفِ أنَّهُ ذابَ وَجدا ؟
وَسَمَتْنِي بِنَارِهَا الْغِيدُ حَتَّى … تَركتنى فى عالَمِ الحُبِّ فَردا
فَضُلُوعِي مِنْ قَدْحَة ِ الزَّنْدِ أَوْرَى … ودُموعى مِن صَفحَة الغَيمِ أَندى
مَا عَلَى الْبَرْقِ لَوْ تَحَمَّلَ عَنِّي … بَعضَ ما خفَّ من سلامٍ فأدَّى ؟
أيُّها الساهِرونَ حَولَ وسَادى … لَسْتُ مِنْكُمْ أَوْ تَذْكُرُوا لِيَ نَجْدَا
وَعُهُوداً لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ مِنْهَا … لأَخى صَبوة ٍ ذِماماً وَعهدا
ونسيماً إذا سَرى ضَوَّعَ الآ … فَاقَ مِسْكاً، وَعَطَّرَ الْجَوَّ نَدَّا
لا تخوضوا فى غيرهِ من حَديثٍ … فهوَ حسبى ، وأى ُّ ماءٍ كصدَّا ؟
هِيَ أُحْدُوثَة ٌ تُسَاقُ وَلَكِنْ … رُبَّمَا اسْتَوْجَبَتْ ثَنَاءً وَحَمْدَا
آهِ من لوعة ٍ أطارت بقلبى … شُعلة ً شفَّتِ الجوانِحَ وَقدَا
كُلَّما قلتُ قد تناهى غرامى … عَادَ مِنْهُ ما كَانَ أَصْمَى وَأَرْدَى
يَا رَفِيْقِي إِذَا عَرَانِي خَطْبٌ … ونصيرى إذا خَصيمٍ تَصَدَّى
أَصْبَحَتْ حَاجَتِي إِلَيْكَ، فَخُذْ لِي … بِحُقُوقِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ تَعَدَّى
وجدَ القلبَ خالياً فاحتواهُ … وَرَأَى النَّفْسَ طَوْعَهُ فاستَبَدَّا
وَكَذَاكَ السُّلْطَانُ إِنْ ظَنَّ بِالأُمَّـ … ة ِ عَجزاً سَطا عليهَا وشدَّا
فَأَقِلْنِي مِنْ عَثْرَة ِ الْحُبِّ إِنْ أُو … تيتَ حُكماً ، أو قُل لقلبى يهدَا
فَمِنَ الْعَارِ غَضُّ طَرْفِكَ عَنِّي … إِنَّ خَيْرَ الصِّحَابِ أَنْفَعُ وُدَّا
وبنفسى حلوُ الشمائلِ ، مُرُّ الـ … ـهَجْرِ، يُحيِي وَصْلاً، وَيَقْتُلُ صَدَّا
ذو قوامٍ أعدى منَ الرُمحِ ليناً … وَلِحَاظٍ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدَّا
كانَ قلبى وديعة ً عِندَ عينيـ … ـهِ، فَآلَى بِالسِّحْرِ أَلاَّ يُرَدَّا
مَا عَلَى قَوْمِهِ وَإِنْ كُنْتُ حُرًّا … أَن دعتنى لهُ المحبَّة ُ عَبدا ؟
غُصنُ بانٍ ، قَد أطلعَ الحُسنُ فيه … بِيَدِ السِّحْرِ جُلَّناراً وَوَرْدَا
مَا هِلاَلُ السَّماءِ؟ مَا الظَّبْيُ؟ ما الْوَرْ … دُ جَنِيًّا ما الغُصْنُ إِذْ يَتَهَدَّى ؟
هُوَ أَبْهَى وَجْهاً، وَأَقْتَلُ أَلْحا … ظاً، وَأَنْدَى خَدًّا، وَأَلْيَنُ قَدَّا
فَدَعِ اللَّوْمَ يَا عَذُولُ، فَإِنِّي … لَسْتُ أَبْغِي مِنَ الْعَوَاذِلِ رُشْدَا
لا تخَلنى على غراتِكَ سهلاً … أَنَا أَدْرَى بِلَوْعَتِي مِنْكَ جِدَّا
لَستُ أقوى على الصُّدودِ ، وإن كُنـ … تُ على سورة الحوادثِ جَلدا
إِنْ تَكُنْ رَحْمَة ٌ فَنَفْسِيَ أَوْلَى … أو تَكن ضَلَّة ٌ فَربِّى أهدى
كلمات: بدر بن عبدالمحسن
ألحان: سراج عمر