يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ، – ابن زيدون
يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ، … هل منك لي غُلّة ٌ إن صِحتُ: وَاعطشِي
كسوتَني، من ثيابِ السّقم، أسبغَها … ظلماً وصيَّرْتَ من لحفِ الضّنى فرُشِي
إني بَصرْتُ الهوَى ، عن مُقلَة ٍ كُحلتْ … بالسّحرِ منك، وَخَدٍّ بالجمالِ وُشِي
لمّا بدا الصّدغُ مسودّاً بأحمرِهِ … أرَى التّسالُمَ بَينَ الرّوم وَالحَبَشِ
أوفَى إلى الخدّ، ثمّ انصاعَ منعطفاً … كالعُقْرُبانِ انثنَى من خوْفِ محْترِشِ
لو شئتَ زرتَ وسلكُ النّجم منتظم، … والأفقُ يختالُ في ثوبٍ من الغبشِ
صبّاً، إذا التذّتِ الأجفانُ طعم كرى ً، … جفا المنامَ، وصاحَ اللّيلَ: يا قرَشي
هذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفسي فلا عَجَبٌ، … قد كان موْتيَ من تلك الجفونِ خُشِي