يا عين لو أغضيتِ يومَ النوى – مهيار الديلمي

يا عين لو أغضيتِ يومَ النوى … ما كان يوماً حسناً أن يرى

كلفتِ أجفانكِ ما لو جرى … برمل يبرينَ شكا أو جرى

جناية ً عرضتِ قلبي لها … فاحتملي أولى بها منْ جنى

سلْ ظبياتٍ بالحمى رتعاً … خضرَ منهنّ بياضُ الحمى

نشدتكنّ اللهَ ما حيلة ٌ … صاد بها الأسدَ عيونُ المها

إن تك سحرا أولها فعلهُ … فالسحر يشفي منه طبُّ الرقى

فيكنّ من حشوُ جلابيبه … أهيفُ راوى الردف ظامى الحشا

قلبي له مرعى وصدري كلاً … ليت كلاً ظبى الحمى ما رعى

يا بأبي غضبانَ لو أنه … يرضى بغير القتل نال الرضا

أغصُّ بالماء حفاظا لما … فارقته في فمه من لمى

ما لدماء الحبَّ مطلولة ً … أهكذا فيهنّ دين الدمى

إن كانت الأعراضُ مجزية ً … فعاقبَ الله الهوى بالهوى

لله قلبٌ حسنٌ صبرهُ … ما سئل الذلة إلا أبى

و صاحب كالسيف ما صادفت … ضربتهُ غرباهُ إلا مضى

يركب في الحاجات أخطارها … إما خساً فيها وإما زكا

يقيل إن هجر في ظله … و يحسب الليلَ البهيمَ الضحى

كأنه في الخطب بالحظَّ أو … بدرِ بني عبد الرحيم اهتدى

فداء من يحسن أن يوسع ال … إحسانَ قومٌ خلقوا للفدى

جاد على الأملاك واستظهروا … بالمنع بخلا في زمان الغنى

تبعث أحشاؤهم غيظه … إلى حلوقٍ حسبته الشجا

أراهمُ عجزهمُ ناهضٌ … بالثقل ما استضوئ إلا ورى

من معشرٍ تضمنُ تيجانهم … صوعَ المعالي وعيابَ النهى

ترفع منهم عن جباهٍ بها … أبهة ُ الملكِ عفا أو سطا

للعزَّ حشدٌ دون أبوابهم … يشعرك الخوفَ ولما يرى

إذا أحبوا غاية ً حرموا … دون مداها أن تحلَّ الحبى َ

قل للحسين بن عليّ وما … نماك أصل الخير حتى نما

أديت عنهم فاحتبت روضة ٌ … تنبت بالنضرة فضلَ الحيا

مناقبٌ يجمعنا مجدها … جمعَ العرى في عقدات الرشا

لذاك ما ظلل لي واسعٌ … أرتعُ منه آمناً في حمى

كأنني في دوركم منكمُ … في غير ما يخطر أو يحتمى

في نعمة ٍ منكم إذا استكثرتْ … منها الفرادي أعقبتها الثنى

يحسدني الناسُ عليها ولو … قطعني حاسدها ما اعتدى

نشرتها شكراً ولو أنني … طويتها نمتْ نميمَ الصبا

فلتبقَ لي أنت فحقا إذا … وجدت قولي لا عدمتُ المنى

في نعمة ٍ ليست بعارية ٍ … تضمنُ أو مقروضة ٍ تقتضى

يعضد فيها العامُ ما قبلهُ … و يفضل اليومَ أخوه غدا

في كل يومٍ لك عيدٌ فما … يغرب في عينيك عيدٌ أتى

و خذ من الأضحى بسهميك من … حظين في آخرة أو دنى

أجرك مذخورٌ لها ذاكَ وال … نيروزُ موفورٌ على حفظِ ذا

ما طيفَ بالأستارِ في مثلهِ … و دامتِ المروة ُ أختَ الصفا