يا حامدَ اللَّهِ إذ لم يَكسُهُ نِعَماً – ابن الرومي

يا حامدَ اللَّهِ إذ لم يَكسُهُ نِعَماً … إلا لأوحدَ وقَّاع على النُّكَتِ

يَهْنَئكَ أنك لم تُنْعِم عليك يَدٌ … دُونٌ وأنكَ لم تُسْلَمْ إلى العَنَتِ

وأنَّ شكرك مرصودٌ بعارفة ٍ … أخرى ستأتيك لم تُبخَس ولم تُلَتِ

وكيْفَ يُبخس من أضحى وليس لَهُ … إلاَّ إلى وجهِ بِرٍّ وجْهُ مُلْتَفَتِ

أعني العلاءَ الذي لم يَجْر في أمَدٍ … إلاَّ وفات إلى القصوى ولم يُفَتِ

فَتى ً كليلٌ عن الفحشاء مُنْصَلتٌ … على ابتناء المعالي كلَّ مُنْصَلَتِ

كم مُفلَتٍ بالعلاءِ الخيرِ من عطبٍ … من بعد ما قَالَ إنِّي غير مُنْفَلتِ

وكلَّحَ الدهرُ من نابيْهِ عنْ عَضَلٍ … فيه المنايا ومن شِدْقيْهِ عن هَرَتِ

فاللَّه يجزيه في دنيا وآخرة ٍ … ذِكراً إذا ما أُميتَ الذكر لم يَمُتِ

يا من يشكُّ إذا عُدَّتْ مَنَاقِبُهُ … يكفيك ما قدَّمَتْ كفَّاه من ثبتِ