قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم – ابن الرومي

قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم … ولمْ هجاني فقالوا للذي بَلَغَهْ

أَنْهى إليه نصيحٌ غيرُ متَّهمٍ … أنْ قد تركتُ مَغيضَي عِرْسه رَدَغهْ

فقلتُ ما ناك مثلي مثل زوجته … لكنْ إخال عدوّاً كاشحاً نَزَغَهْ

وما أراه على حالٍ تعفُّ له … أنثى ولو حَمُقتْ حتى تكونَ دُغَه

تاللَّه تَغنَى بذاك القردِ غانية ٌ … وإن أجدَّ لها ثوباً وإن صبغَهْ

لا يهجونِّي فإني لستُ هاجيَه … ولا يرى ذاك مني أو يرى صُدُغَهْ

وما امتهاني به شعري وخِلقتُهُ … تهجوه عنِّي وعن غيري بكل لغة

سيَّان عندي أنالتني عَضِيهتُه … أم مصَّ بظْرَ التي أدته أمْ مَضَغَهْ

لا تَعجبوا أنَّ طولَ الصفع هوَّسَهُ … بل اعجبوا أن طول الصفع ما دَمَغَهْ

أبيْهقيٌّ تقولُ الشعرَ في زمني … أولى له ما لمثلي تنْبعُ النَّبغَهْ

لئن تصدَّى لِنَابَيْ حيَّة ٍ ذكرٍ … نضْنَاضة ٍ لا يبلُّ الدهرَ من لَدغَهْ

لمَا أدلَّ بمجلودٍ ولا كرمٍ … لكن بعرضٍ طويلِ الهونِ قد دبغَهْ

هاجيك يا نائك الحولاءِ في حرجٍ … ما قتْلُه وَزغاً يأوي إلى وزَغَه

أراه حياً وإن طالَ النقيقُ به … أقلَّ منه إذا ما فادغٌ فدغه

يَحمي من القتلِ أوزاغاً تنقُّ لنا … دمٌ لهنَّ يعافُ الكلبُ أن يلَغَهْ