يا أبا صالح صديق الصلاح – البحتري

يا أبَا صَالحٍ، صَديقَ الصّلاحِ، … وَشَقيقَ النّدَى، وَتِرْبَ السّماحِ

لا أظُنُّ الصّبَاحَ يُوفي بإشْرَا … قِ خِلالٍ في ساحَتَيكَ صِبَاحِ

أيُّ شيءٍ يَفي بعُرْفِكَ، إلاّ … أرَجُ المِسْكِ في نَسيمِ الرّياحِ

غَيرَ أنّ الفُتُوّةَ انْجَذَبَتْ مِنْـ … ـكَ بِمعْدًي إلى الصّبَا وَمَرَاحِ

حَيثُ ذَلّ الحِجَى وَعَزّ التّصَابي، … وَأقَامَ الهَوَى، وَسَارَ اللاّحي

منعظ الطرف لا يزال يوالي … لحظات يحبلن قبل النكاح

وَمُغِيرٌ عَلى الأصَابِعِ باللّمْـ … ـسِ لهَا في أسَافِلِ الأقْدَاحِ

أوْ تَبيتُ التِّرَاسُ من غيرِ حَرْبٍ، … يَتَصَدّعْنَ عَنْ صُدورِ الرّماحِ

نحن في قطعة وشغلك عنا … بوصال الأستاه والأحراح

وَلَعَمْرِي لَرُبّ يَوْمٍ شَفَعْنَا … منكَ سُقْيَا النّدَى بسُقْيَا الرّاحِ