و لما عزمنا ولم يبقَ من – ابن سهل الأندلسي

و لما عزمنا ولم يبقَ من … مصانعة ِ الشوقِ غيرُ اليسيرِ

بكيتُ على النهرِ أخفي الدموعَ … فعرضها لونها للظهورِ

ولو عِلمَ الرَّكْبُ خَطْبي إذَنْ … لما صحبونيَ عندَ المسير

إذا ما سَرى نَفَسي في الشّراعِ … أعادَهُمُ نحو حِمصٍ زفِيري

وقفنا سُحَيراً وغالبتُ شوقي … فنادى الأسى حسنه : من مجبيري

أنارٌ وقد وقدتْ زفرتي … فصار الغدوُّ كوقتِ الهجير

و منَّ الفراقُ بتوديعه … فشبهتُ ناعي النوى بالبشير

وقبّلتُ وجنتَه بالدّموع … كما التقطتْ وردة ٌ من غدير

ورَدتُ وصَدَّقتُ عند الصُّدور … حَديثَ قلوبٍ نأتْ عَن صُدور

وقبّلتُ في التُّربِ مِنه خُطًى … أُمَيّزُها بشَميمِ العَبير

أموسى تملَّ لذيذَ الكرى … فليليَ بعدكَ ليلُ الضرير

تغرَّبَ نوميَ عَنْ ناظِري … و بات حديثُ المنى في ضميري

و ما زادك البينُ بعداً سوى … سنا الشمسِ من منجدٍ أو مغير

طرَدتُ الرَّجا فِيكَ عن حِيلتي … وَوكّلتُه بانقلابِ الأمور