وِرْداً فَمَضمونٌ نجاحُ المصدرِ – ابن سهل الأندلسي
وِرْداً فَمَضمونٌ نجاحُ المصدرِ … هيَ عزة ُ الدنيا وفوزُ المحشرِ
نادى الجِهادُ بِكُمْ لنصرٍ مُضْمَرٍ … يبدو لَكُمْ بَينَ العتِاقِ الضُمَّرِ
خلُّوا الديارَ لدارِ خُلدٍ واركبوا … غمرَ العجاجَ إلى النعيمِ الأخضرِ
وتسوَّغوا كَدِرَ المناهِل في السُّرى … ترووا بماءِ الحوضِ غيرَ مكدَّرِ
و تجشموا البحرَ الأجاجَ فإنهُ … سببٌ بهِ تردونَ نهرَ الكوثرِ
و تحملوا حرَّ الهجيرِ فإنهُ … ظلٌّ لَكُمْ يومَ المُقامِ الأكبرِ
يا مَعشرَ العربِ الذين تَوارثُوا … شيمَ الحمية ِ أكبراً عن أكبرِ
إنَّ الإلهَ قد اشترى أرواحكم … بيعوا ، ويهنكمُ ثوابُ المشتري
أنتم أحَقُّ بنصرِ دينِ نبيّكم … وبِكم تمهّدَ في قديمِ الأعصُرِ
أنتمْ بنيتمْ ركنهُ فلتدعموا … ذاكَ البناءَ بكُلِّ ألعسَ أسْمرِ
لكمُ صرائمُ لو ركبتمُ بعضها … أعتنكمُ عنْ كلَّ طرفٍ مضمرِ
ولو کنّكُمْ جَهّزْتُمُ عزماتِكُمْ … لهزمتُمُ مِنْها العدوَّ بعسكرِ
ولو کنّكُمْ سدَّدْتُمُ همّاتكم … طَعَنَتْهُمُ قبلَ القَنا المتأطِّرِ
أضحى الهدى يشكو الظّما ولأنتُمُ … ظلٌّ وريٌّ كالرَّبيعِ المُمْطِرِ
و علا الجزيرة َ غيهبٌ وعمودكم … مطويّة ٌ فَوْقَ الصَّباحِ المُسْفِرِ
الدينُ ناداكُمْ وفَوْقَ سروجِكمْ … غوثُ الصريخِ وبغية ُ المستنرِ
لَمْ يَبْقَ للإسلامِ غَيرُ بقيّة ٍ … قَدْ وُطّنَتْ للحادثِ المُتَنكِّرِ
و الكفرُ ممتدُّ المطالعِ ، والهدى … مُتَمسّكٌ بذنابِ عيشٍ أغبرِ
البيضُ تقلقُ في الغمودِ مضاضة ً … للحقّ أن يلقي يدَ المستصغرِ
والخيلُ تَضجَرُ في المَرابطِ حسرة ً … ألاَّ تَجُوس خلالَ رَهطِ الأصْفرِ
كم نكروا من معلمٍ ، كم دمروا … من مَعشرٍ، كم غيّروا من مَشعرِ
كم أبطَلُوا سُننَ النبيّ، وعطّلوا … من حِلْية ِ التّوحِيدِ ذروة َ مِنبرِ
أينَ الحفائظُ ما لها لم تنبعثْ ؟ … أينَ الغرائمُ ما لها تنبري ؟
أيهزُّ منكمْ فارسً في كفهِ … سيفاً ودينُ محمدٍ لمْ ينصرِ ؟
أمْ كيفَ تفتخرُ الجيادُ بأعوجٍ … فيكُمْ وتنتسبُ الرماحُ لِسَمْهَرِ؟
هزوا معاطفكمْ لسعيٍ تكتسي … فيه ثيابَ مثوبة ٍ أو مفخرِ
جدوا ونموا بالجهادِ أجوركم … ما خَابَ قَصْدُ مُشمِّرٍ ومُثمِّرِ
عند الخطوبِ النكرِ يبدو فضلكم … والنارُ تُخبرُ عن ذكاء العَنبرِ
لو صُوّر الإسلامُ شخصاً جاءكم … عَمْداً بنفسِ الوامِقِ المُتحيِّرِ
لو أنّه نادى لنَصرٍ خصَّكُمْ … و دعاكمُ يا أسرتي يا معشري