وفظٍّ غليظِ القلب أيقنت أنَّه – عبدالغفار الأخرس
وفظٍّ غليظِ القلب أيقنت أنَّه … على النَّفس ما شيءٌ أشدَّ من الغَضِّ
تُعرّفني في حاله الناس كلُّها … وإنّي لأدرى الناس في لؤمه المحض
وقالوا لقد دسَّ الخبيثُ بلفظه … غداة عرضت الشعر من عرض العرض
دسائس لا تدري اليهود بعُشرها … دعته طباعٌ السَّوء للنهش والعض
يهوّن لدغ العقربان بلدغه … ولا شك بعض الشرّ أهون من بعض
إذا ما رأته العين أيقنت أنَّه … تَخَلَّق من حقد وصوّر من بغض
وقالوا قضى في مدحك الحمد والغنى … فقلت لبئس الحكم يقضي ولم تقضي
أمن كل بيت يبتغي المال راجياً … ويحسب أن الجود بالطول والعرض
وينسبه للبخل وهو أبو الثَّنا … وأكرمُ من يمشي يميناً على الأَرض
وهب أنَّني أرجو فيوضات ماله … أعارٌ على من يطلب البحر للفيض
أمثل شهاب الدين لا يرتجى لها … وما کنْقَبَضَتْ منه اليدان على القبض
وما كان مدحي لا وربّي لنَيْله … ولكنْ رأيتُ الشكر من جملة الفرض
لقد كدتُ من بغضي له ولاسمه … أزيغ عن الدين الحنيفيّ للرفض
يعيب ابن رمضان المديح لأهله … يحطّ قذاة العين في وسط الروض
إذا كان نظم الشعر مني فضيلة … فتبّاً لفضل يورث النقص في عرضي