وصيابة السعدين حولي قرومها – الفرزدق

وَصُيّابَةُ السّعْدَينِ حَوْلي قُرُومُها، … وَمِنْ مالِكٍ تُلْقى عَليّ الشّرَاشِرُ

فَلَيْسوا بِقَوْمِ المُسْتَميتِ مَذَلّةً، … وَلَكِنْ لَنَا بَادٍ عَزيزٌ وَحَاضِرُ

وَكمْ من رَئيسٍ قَدْ أقادَتْ رِماحُنا، … وَمِنْ مَلِكٍ قَدْ تَوّجَتهُ الأكابِرُ

بِمَنْ حِينَ تَلقَى مَالِكاً تَتّقي العصَا، … وَمَا لَكَ إلاّ قَاصِعَاءَكَ نَاصِرُ

فَإنْ تَنْتَفِقْ تَأخُذْ بِرَأسِكَ حيّةٌ، … وَإنْ تَنْحَجِرْ مِني تَنَلْكَ المَحافرُ

أتَسألُني لَنْ أخفِضَ الحَرْبَ بَعدَما … غَضِبْتُ وَشَالَتْ بي قُرُومٌ هَوادِرُ

هِزَبْرٌ تَفادَى الأُسْدُ مِنْ وَثَباتِهِ، … لَهُ مَرْبِضٌ عَنْهُ يَحيدُ المُسافِرُ

إذا مَا رأتْهُ العَيْنُ غُيّرَ لَوْنُهَا … لَهُ، وَاقشَعَرّتْ من عَرَاهُ الدّوَائِرُ

وَنَحْنُ إذا مَا الحيّ شُلَّ سَوامُهُمْ … وَجَالَتْ بأطرَافِ الذّيولِ المَعاصِر

نَشُنّ جِيَاد البَيْضِ فَوْقَ رُؤوسِنا، … فكُلُّ دِلاصٍ سَكُّهَا مُتَظَاهرُ

وَتَحمي وَرَاءَ الحَيّ مِنّا عِصَابَةٌ … كِرَامٌ إذا احْمَرّ العَوالي مساعِرُ

وَلوْ كنتَ حُرّ العِرْضِ أوْ ذا حَفيظَةٍ … جَرَيْتَ ولَكِنْ لمْ تَلِدْكَ الحَرَائرُ