وشادن مر فاتن المنظر – الخُبز أَرزي

وشادنٍ مرَّ فاتن المنظرْ … كلَّمتُه فاستطال واستكبرْ

وظلَّ من عُجبه يخاطبني … بعقد إبهامِه وبالخِنصَر

مُزَرِّرٌ إذ تراه مرتدياً … بالحد يضفى وقطّ ما زَرَّر

أطال أردانَه وشمَّرها … كبراً وللفتك ذيلَه قَصَّر

يضجُّ من زيِّه العبادُ بما … طرَّز من كُمِّه وما شَجَّر

قد شهدت بالجمال طلعتُهُ … وبالعبا نال رتبةً أشهر

أحور إن كلَّموه من تَيَهٍ … حار فيا حُسنَ أحورٍ أحوَر

مَرَّرَ أخلاقَه فزاد بها … حلاوةً في القلوب إذ مَرَّر

يومي الى صحوه وسخطَتُه … تفعل ما ليس يفعل الخَنجَر

يَخطِرُ فتكاً ومن لَبَاقته … تحسبه في قلوبنا يَخطِر

عجبتُ من خلعه العذارَ ولم … يخلع ذيول الصِّبا وما قَدَّر

فقلتُ لا تَطغَ يا صبيُّ فلا … يَزيف فَرخٌ بَعدُ ما طَيَّر

فاشتاط في نخرةٍ مزلزلةٍ … كادت لها الأرض تحته تنخر

وقال أُمُّ الذي أرادَ بنا … نقصاً وأُختُ الذي بنا قَصَّر

تُرى لمثلي يقال ذا وأنا … سردات جورٍ وقالب المُنكَر

واللَه لو أنني مددتُ يدي … بخنصري لم يردَّها عسكر

والله لو أنني دُفِنتُ لما … مرَّ بقبري الزنديق أو الحبر

رَباحي الشرُّ إن يكن شَغَبٌ … أو فتنةٌ كان حظِّيَ الأوفر

صديقتي شَفرتي فكم صبغت … من دم خصمي إزاري الأحمر

فارقتُ في كل مُطبَقٍ غُلُقٍ … كلَّ فتىً في سِباله يعثر

إن كنتَ يا نِكس لا تُقِرُّ فَسَل … عنّي مَن قد مضى ومن غَبَّر

رأيت ما يُنبت الزجاجُ لها … ثغراً ولكن لوقتها تُثغِر

رأيت ما يصنع المزاجُ بها … وهكذا صنعُها بمن يسكر

تدبُّ فينا دبيبَ خير بني … شيبان واللونُ من بني قيصر

كأنَّها قد حوت خِلالَ أبي ال … قاسم أو من طباعه تُعصَر

جوداً ومجداً ونجدةً سرقت … منه وقهراً كمثل ما يقهر

قد عمر الدولةَ التي جعلت … بنيانَها باحتياطه يُعمَر

يعثر سحبان دونه ويُرى … تقصيرُ عمرٍ ولديه إن قَصَّر

يغتال أعداءه اذا احترسوا … بلحظةٍ مثل ضربة الأعفر

يُردي ويُحيي بلحظِهِ ومتى … وجَّه تحديد لحظه ينحر

همته فوق ما حوى فبه … يفتخر البأسُ وهو لا يفخر