هُنِّئتَ يا قلبي بقرب النازحِ – ابن شيخان السالمي

هُنِّئتَ يا قلبي بقرب النازحِ” … ” قد صار قولَ الجد لفظُ المازِح

هذا الحبيب أتى إلينا مقبلاً” … ” يغشى النواحيَ بالعبير النافحِ

يا قادماً من شأنه فعلُ الوفا” … ” فلقد ملأت من السرور جوارحي

لك سيئاتٌ يا زمان كَفَرْتَها” … ” بمُعقِّباتٍ في الجميل صوالحِ

قد كان لي بدر السماء منادماً” … ” بعد الحبيب تعلّلاً باللائحِ

فغدوت لإستصحاب أصلٍ راجعاً” … ” فرَبَا على المرجوح قولُ الراجحِ

لله ليلتُنا بزورته وقد” … ” سَمَلت يدُ الغَفَلات عينَ الكاشحِ

بتنا على سَمر ألذَّ من الكرى” … ” وأرقَّ من ماء الغمام الراشحِ

وسنان من خمر التصابي واللمى” … ” يقظان من شَدْو الحمام الصَادحِ

نبَّهتُه من سُكْر خمرة رِيقِه” … ” فأفاق لكن مال وهو مصالحي

لمَّا بدا ضوءُ الصباح تمايلت” … ” أعطافُهُ وغدا بنهج نازحِ

ورنا إليَّ ونصَّ جِيداً حالياً” … ” فتحدّثوا عن ذا الغزال السارحِ

ومضى ولم يكُ منه غير وفائه” … ” كوفاء نادرٍ الهمامِ النَّاصحِ

السيد بن السيد السلطان من” … ” فاق الأكابر بالكمال الواضحِ

هو بحر جود غير أن يمينه” … ” تومي على العافي بدُرٍّ طافحِ

قِسْناهُ بالبحر الأُجاج ضلالةً” … ” ومتى يتم قياسنا بالمالحِ

جمعت شمائله المكارم والتقى” … ” إذْ مال للباقي الأتم الصالحِ

لِمْ لا يسودُ عُلاً وقد غمر الفضا” … ” منه بغاد للجميل ورائحِ

للّه سيدنا المعظم نادر” … ” لمَّا تجلىَّ فوق أجردَ سابحِ

أهو الهمام على الكمال بدا أم ال” … ” بدر التمام على الغمام الجانحِ

هُنِّئتَ سيدَنا بما أُوتيت من” … ” إنعام ربك بالنصيب الرابحِ

ولك الهناء بعيد شهر الحج قد” … ” وافاك ينشر فرطَ شوقٍ تارحِ

واليكها حوراءَ تطلب منك أن” … ” ترضى بها وتكونَ خيرَ مسامحِ