هُنَّ النساء حبائل الشيطانِ – ابن شيخان السالمي
هُنَّ النساء حبائل الشيطانِ … يعنو إليها أشجع الشجعانِ
يسلبنَ ألباب الرجال بنظرة … واللحظ مغناطيس كل جَنانِ
فإذا مشين ومِلن في حَليٍْ وفي … حُلَل أثرن مكامن الأشجانِ
وإذا سفرن عن المحاسن للورى … فهناك مصرع كل قلب عاني
يا للرفاقة من طلوع غزالة … ترعى القلوب بحسنها الفتانِ
فإذا بدت سجدت لها شمسُ الضحى … وإذا انثنت سجدت غصونُ البانِ
قامت بعرش الحسن تستولي على … أهل الهوى والحور والولدانِ
رضيَ الأنام بها مبايعةً لها … طوعاً فتمت بيعةُ الرضوانِ
صدحت حمائم حَليْها في قدّهَا … وكذاك دأبُ حمائم الأغصَانِ
غصن عليه قلوبنا طيرٌ ولا … عجب إذا طارت بلا أذهانِ
سكرى ترنِّحها مدام شبابَها … فتميل لكن عن أولي الميلانِ
لله ليلة أقبلت والطيب من … اردانها يحيي الكئيب الفاني
مرَّت عليَّ شفيقة والدمع في … وجناتِها كالدر والمرجانِ
وتقول لي ماذا وجدت من الهوى … فلقد وجدتُ لواعج النيرانِ
وشفيتُ منها ما عنا وشفت كذا … خير الهوى فيه استوى القلبانِ
حتى تفرقنا كذا وكذا فلم … يبرح سوى التذكار والتحنانِ
أحبابَنا ذهبت بكم أيدي النوى … فمتى رجوعكمُ إلى الأوطانِ
غادرتمونا في أسىً وصبَابة … نرعى النجوم وثلة الأحزانِ
أسهرتمونا بالجفا من بعدكم … ونعمتم في بعدكم بتهاني
غارت مناهلكم بغور تهامة … ورويتم بمناهل الرَّيانِ
بالأجرع الفرد ارتعت أجسامنا … وجسومكم في روضة الصمَّانِ
هلا بعثتم في الرياح تحية … تطفي الحشى من جذوة الهجرانِ
هل تذكرون ليالياً كُنا بكم … نختال بين الحسن والإِحسَانِ
لا أوحش الرحمن منكم إنكم … قد كنتم الأرواحَ للأبدانِ
مالي وللأيام توجب فرقتي … وتحبُّ تشريدي بكل مكانِ
أوَقد دَرَتْ أدبي وأني نازل … بحمى سلالة زايدٍ سلطانِ
شيخ أمير بني فلاحٍ جامعٌ … كرم الورى وشجاعة الشجعَانِ
يهب الكثير ويستقل فإنما … دنياه ينظرها بعين هوانِ
وتهابه أسد الشرى وتخافه … صيد الورى ويروعه الملكانِ
لله سلطان إذا طال المدى … وتسابق الفرسان في الميدانِ
تتذلل الخيل الجياد إليه إذ … هو في ذُراها أفرس الفرسَانِ
لله سلطان الكميُّ إذا ارتقى … اسد الكريهة والتقى الجمعانِ
كم من شجاع في الوغى بحسامه … رغماً غدا متمزق الجثمانِ
متحمل عِبْءَ النوازل قائم … في كشفها بمهنَّد وسِنانِ
ساس الأمور بحكمة وتجارب … وبنجح تدبير وحسن بيانِ
تلقاه مبتسماً وليس تهوله … في كل يوم كثرة الضيفانِ
فهِباته موجودةٌ وجِفانه … مملوءة وضيوفه الثقلانِ
بَرقت سحائب راحتيه وأرعدت … فانهلت الأمطار بالاحسَانِ
واستقبلت رحب الفجاج فأعشبت … ساحاتها من جوده الهتّانِ
فتزاحم الوُرّادُ حول جنابه … من كل قاصٍ قد أتاه ودانِ
أبقاه رب العرش كهفا للورى … وملاذ أهل الفضل والايمانِ
وادام أشبالا له يقفونه … فهمُ لبيت العز كالأركانِ
وأدام اخوته أولى الفضل الأُلى … شادوا منازلهم على كيوانِ
فخليفة صقر محمدٌ الفتى … وبنوهم أهل العُلا والشانِ
فهم الجبال إذا تزلزلت القرى … وهم الغيوث بشدة الأزمانِ
وبنو فلاح هم هداة الناس في … طرق الهُدى بهداية الرحْمنِ