هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى – ابن سهل الأندلسي
هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى … قلبَ صبٍّ حلَّه عن مَكنَسِ
فهو في حرٍ وخفقٍ مثلما … لعِبَتْ ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ
يا بدوراً أطلعتْ يومَ النوى … غرراً تسلكُ بي نهجَ الغررْ
ما لنفسي وحدها ذنبٌ سوى … منكمُ الحسنُ ومن عيني النظرْ
أجتني اللذاتِ مكلومَ الجوى … و الذاذي من حبيبي بالفكرْ
و إذا أشكو بوجدي بسما … كالربى والعارضِ المنبجسِ
إذ يُقيمُ القَطرُ فيه مأتَما … وهيَ من بَهجَتِها في عُرُسِ
من غذا أملي عليهِ حرقي … طارحتني مقلتاهُ الدنفا
تركتْ أجفانهْ من رمقي … أثرَ النملِ على صمّ الصفا
وأنا أشكُرُهُ فيما بقي … لستُ ألحاهُ على ما أتلفا
فهوَ عندي عادلٌ … وعَذُولي نُطقُهُ كالخَرَسِ
لَيْس لي في الأمرِ حُكمٌ بعدما … حلَّ من نفسي محلَّ النفسِ
غالِبٌ لي غالِبٌ بالتُّؤدَهْ … بأبي أفديه من جافٍ رقيقْ
ما علمنا قبلَ ثَغرٍ نَضَّدَهْ … أقحواناً عصرتْ منه رحيقْ
أخذتْ عيناهْ منها العربدهْ … وفؤادي سُكرُهُ ما إن يُفِيقْ
فاحمُ اللمة ِ معسولُ اللمى … ساحرُ الغُنجِ شهِيُّ اللَّعَسِ
حسنهُ يتلو ” الضحى ” مبتسما … و هوَ من إعراضهفي ” عبسِ “
أيها السائلُ عن جُرمي لدَيهْ … لي جزاءُ الذبِ وهوَ المذنبُ
أخذتْ شمسُ الضحى من وجنتيهْ … مَشرِقاً للشمسِ فيه مَغرِبُ
ذَهَّبَتْ دمعيَ أشواقي إلَيْهْ … وله خَدٌّ بلَحظي مَذهَبُ
يُنبِتُ الوردَ بغَرسي كُلّما … لحظتْهُ مُقلتي في الخُلَسِ
ليتَ شعري أيّ شيءٍ حرما … ذلك الوردَ على المُغتَرِسِ
أنفدَتْ دمعيَ نارٌ في ضرامْ … تَلْتظي في كلِّ حِينٍ ما يشا
هيَ في خَدّيه بَردٌ وسلامْ … و هي ضرٌّ وحريقٌ في الحشا
أتقي منه على حكمِ الغرامْ … اسداً ورداً ، وأهواهُ رشا
قلتُ لما أن تبدى معلما … و هو من ألحاظهِ في حرسِ :
أيها الآخِذُ قلبي مَغنَما … اجعلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ