هل الأسى واقيه فليس لي – ابن سهل الأندلسي

هل الأسى واقيه فليس لي … مِنْ قِبَلِ بالوجدِ

إن الثنايا أمانْ لذي سَقَمْ … قدِ ابتلي بالصدَّ

إذا أعدوا الأرقْ … ففي الطلا سرٌّ جليلْ

نارٌ تُزيلُ الحُرَقْ … كأنها نارُ الخليلْ

شمسٌ تبثُّ الشفقْ … في وجنة ِ الساقي الجميلْ

اخترتها فانيه منْ أنملِ … معتدلِ القدِّ

فجرت في غصنِ بان فِيهِ العنم … أثْمرَ لي بالوردِ

فتنتُ في ذي حورِ … صفاتهُ السحرُ العجيبْ

يدينُ فيهِ بصري … بدين عبّادِ الصليب

إذ ثلثت بالقمرِ … والحقفِ والغصنِ الرطيب

ألحاظُهُ العاديَهْ لا تأتلي … عن مَقْتلِ بالقصدِ

أما عليها ضمان هلْ من حكمْ … أو من ولي أو معدِ

لا ترمِني بالعتابْ … ما لي عن الحبَّ متابْ

جرعتني الهجرَ صابْ … فلترثِ للصبَّ المصابْ

تِلْكَ الثنايا العِذابْ … ثَنَتْ نعيمي للعَذابْ

لوْ أنها شافيهْ منْ عللْ … بعَللِ أو وِردِ

في جائلٍ من جُمان قَدِ انتظمْ … في السلسلِ كالعقدش

رفقاً بصبّ عشق … خذلتهُ بلا معينْ

إن لم تجد لي رمق … فالطلبْ مكاني بالأنينْ

شيّبَتْ لي مفرق … و الحبُّ في قلبي جنينْ

هل لكَ من راضيهْ في رجُلِ … ممتثلِ عَن عبدِ

خُذْني بعينِ امتنان ولا نَدَمْ … والحُكم لي في الردِّ

هُوَ أبا الطاهرِ … قد صحَّ نَصّاً وقياسْ

أفْدِيهِ مِنْ سامري … خطابهُ بلا مساسْ

فإنّما زاجري … يبني على غيرِ أساسْ

ما حظُّ عذاليهْ في عذلي … من زللِ أو رُشْدِ

إني رضيتُ الهوان أرضى نعمْ … بالحنظلِ عن شهدِ