هاملت شاعراً – نزار قباني

أنْ تكوني امرأةً .. أو لا تكوني ..

تلكَ .. تلكَ المسألَهْ

أنْ تكوني امرأتي المفضَّلهْ

قطَّتي التركيَّة المدلَّلهْ ..

أنْ تكوني الشمسَ .. يا شمسَ عُيوني

و يداً طيّبةً فوقَ جبيني

أنْ تكوني في حياتي المقْبِلَهْ

نجمةً .. تلكَ المشكِلَهْ

أنْ تكوني كلَّ شيّْ ..

أو تُضيعي كلَّ شيّْ ..

إنَّ طبْعي عندما اهوى

كطبْع البَرْبَريّْ ..

أنْ تكوني ..

كلَّ ما يحملُهُ نوَّارُ من عُشْبٍ نديّْ

أنْ تكوني .. دفتري الأزرقَ ..

أوراقي .. مِدادي الذهنيّْ ..

أنْ تكوني .. كِلْمةً

تبحثُ عن عُنوانِها في شَفَتيّْ

طفلةً تكبرُ ما بين يديّْ

آهِ يا حوريةً أرسَلهَا البحرُ إليّْ ..

و يا قَرْعَ الطُبُولِ الهَمَجيّْ

إفْهَميني ..

أتمنَّى مُخْلصاً أن تَفْهَميني

رُبَّما .. أخطأتُ في شرح ظنُوني

رُبَّما سرتُ إلى حُبِّكِ معصوبَ العيونِ

و نَسَفْتُ الجسرَ ما بين اتِّزاني و جُنوني

أنا لا يمكنُ أن أعشقَ إلاّ بجُنوني

فاقْبَلِيني هكذا .. أو فارْفُضِيني ..

إنْصتي لي ..

أتمنَّى مُخْلصاً أنْ تُنْصِتي لي ..

ما هناكَ امرأةٌ دونَ بديلِ

فاتنٌ وجهُكِ .. لكنْ في الهوى

ليس تكفي فتنةُ الوجه الجميلِ

إفْعَلي ما شئتِ .. لكنْ حاذِري ..

حاذِري أنْ تقتلي فيَّ فُضُولي ..

تَعِبَتْ كفَّايَ .. يا سيِّدتي

و أنا أطرُقُ بابَ المُسْتَحيلِ ..

فاعشقي كالناس .. أو لا تعشقي

إنَّني أرفُضُ أَنْصَافَ الحُلولِ ..