هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ – صريع الغواني
هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ … مِن قَهوَةٍ بائِعُها وَكسُ
زِقِيَّةُ الدارِ رُصافِيَّةٌ … أَغلى بِها الشَمّاسُ وَالقَسُّ
كَأَنَّها في الكَأسِ ياقوتَةٌ … وَهيَ إِذا ما مُزِجَت وَرسُ
في مَجلِسٍ لِلقَصفِ رَيحانُهُ … عَينُ المَها وَالبَقَرُ اللُعسُ
وَغادَةٍ كَالبَدرِ مَمكورَةٍ … خالَطَني مِن حُبِّها مَسُّ
أَلسِنَةُ الشَربِ إِذا ما جَرَت … كَأَنَّها أَلسِنَةٌ خُرسُ
هارونُ بَدرٌ لِبَني هاشِمٍ … وَأُختُ هارونَ لَهُم شَمسُ
لا يَبرَحُ الزُوّارُ مِن بابِها … كَأَنَّما ضَمَّهُمُ عُرسُ
حَلَلتِ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ … طابَ لَها المَنبَتُ وَالغَرسُ
يا أُختَ هارونَ أَبوكِ الَّذي … يَقصُرُ عَنهُ القَولُ وَالحَدسُ
طابَ لَكِ العَيشُ عَلى يَومِهِ … هَذا الَّذي يَحسُدُهُ أَمسُ
فَقَد فَصَدَ العِرقَ إِمامُ الهُدى … في ساعَةٍ جانَبَها النَحسُ
في مَجلِسٍ تَمَّت لَذاذاتُهُ … يَعجَزُ عَنهُ الجِنُّ وَالإِنسُ
أَعقَبَهُ اللَهُ سُروراً بِهِ … وَقَرَّتِ العَينانِ وَالنَفسُ