نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا – السري الرفاء
نَطوي اللّياليَ عِلْماً أَن سَتَطوِينا … فشَعشِعِيها بماءِ المُزنِ واسقِينا
وَ تَوِّجِي بكؤوسِ الراحِ أَيدينَا … فإنما خُلِقَتْ للرَّاحِ أَيدينا
قامت تَهُزُّ قَواماً ناعماً سَرَقت … شَمائلَ البانِ من أَعطافِه لِينا
تَحُثُّ حمراءَ يَلقاها المِزاجُ كما … أَلقيتَ فَوقَ جَنِيِّ الوَردِ نِسرينا
فلستُ أدري أَتَسقِينا وقد نَفحَت … روائحُ المِسكِ منهاأو تُحيِّينا
قد مَلَّكتنا زِمامَ العَيشِ صافية ً … لو فاتَنا المُلكُ راحَت عنه تُسْلِينا
و مُخطَفِ القَدِّ يُرضِينا ويُسخِطُنا … حُسناًو يَقتُلُنا دَلاًّ ويُحْيِينَا
تَفتَّحَت وَردَتا خَدَّيهِ من خَجَلٍ … و زيدَتَا بعِذارَيهِ تَزايِينَا
مازالَ يَنقُرُ أحشاءَ الدِّنانِ لنا … حتَّى نَفاهنَّ مَجروحاً ومطعونا
لمّا رأيتُ عُيونَ الدهرِ تَلحَظُنا … شَزْراًتيقَّنتُ أنَّ الدَّهر يُردِينا
نمضي ونترُكُ من ألفاظِنا تُحَفاً … تَسبي رَياحِينُها الشَّرْبَ الرَّياحِينا
و ما نُبالي بذَمِّ الأغبياءإذا … كانَ اللَّبيبُ من الأَقوامِ يُطرِينا
و رُبَّ غَرَّاءَ لم تُنظَم قَلائِدُها … إلاّ ليُحمَدَ فيها الفَاطميُّونا
الوارثُون كِتابَ اللّهِ يَمنَحُهم … إِرثَ النَّبِيِّ على رُغمِ المُعادينا
و السابقُون إلى الخَيراتِ يَنجُدُهم … عِتقُ النِّجارإذا كلَّ المُجارُونا
قومٌ نُصلِّي عليهِم حينَ نَذكُرُهم … حُبّاًو نَلعَنُ أقواماً مَلاعِينا
إذا عَدَدنا قُرَيشاً في أباطحِها … كانُوا الذَّوائِبَ منها والعَرانِينا
أغنَتهُمُعَن صِفاتِ المادِحين لهم … مدائحُ اللّهِ في طَه ويَاسِينا
فلستُ أمدحُهم إلا لأُرغِمَ في … مَدْحِيهِمُ أنفَ شانِيهم وشَانِينا
أقامَ رَوحٌ ورَيحانٌ على جَدَثٍ … شلو الحُسينُ به ظمآنَآمينا
كأنَّ أحشاءَنا من ذِكرِه أبداً … تُطوَى على الجَمرِ أو تُحشَى السَّكاكِينا
مهلاًفما نَقضُوا أوتارَ والدِه … و إنما نقَضُوا في قَتلِه الدِّينا
آلَ النبِيِّوجَدْنا حُبَّكم سَبَباً … يَرضَى الإِلهُ به عنَّا ويُرضِينا
فمَا نَخاطِبُكم إلاّ بسادتِنا ؛ … و لا نُنادِيكُمُ إلا مَوالِينا
وكم لنَا من فَخارٍ في مَودَّتِكم … يَزيدُها في سَوادِ القَلبِ تَمكِينا
و من عدوٍ لكم مُخْفٍ عداوتَه … و اللّهُ يرميه عنا وهو يرمينا
إن أَجرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجوادِ فقد … أضحَت رِحابُ مَساعيكم مَيادِينا
و كيفَ يَعدوكُمُ شِعري وذكرُكُمُ … يَزيدُ مُستَحسَنَ الأشعارِ تَحسِينا