من لي بأن يدنو بعيدُ مزارهِ – ابن سهل الأندلسي
من لي بأن يدنو بعيدُ مزارهِ … ظبيٌ طلوعُ الفجرِ من أزرارهِ
كالغُصنِ في حركاته وقَوامه … كالظبيِ في لحظاتهِ ونفاره
في الروض منه محاسنٌ ومشابهٌ … في آسه وبهاره وعراره
فعراره من لحظه وبهاره … من خَدِّه والآسُ نَبتُ عِذاره
وعَلِقتُه وَسْنانَ يَلعَبُ بالنُّهى … كتلاعبِ الساقي بكأسِ عقاره
يا حسنه لو كان يرحمُ صبه … و جماله لو كان من زواره
ألِفَ التّجَنّي والبِعادَ شريعة ً … فالنجمُ أقربُ من دنو مزاره
أومى إليَّ بلحظه فتناثرتْ … خِيلانُه في الخَدّ من أشفاره
لمّا أراقَ دمَ المشُوقِ تَعمُّداً … إسودَّ نقطُ الخالِ من أوزاره
و إذا أقول عسى وليتَ وربما … فَمَقالُ لا للصبّ مِنْ أخْبارِه
فالخدُّ يغرقُ في معينِ دموعه … و القلبُ يصلى في جحيمِ أواره
عجباً لِضِدٍّ كيف يألَفُ ضِدَّه … هذا بأدمُعِه وذاك بِناره