من كان مثلي – جمال مرسي

لكِ الوَردُ عِقدٌ

لكِ اليَاسَمِينُ سِوَارْ .

لكِ الشَّمسُ تَاجٌ

و كُلُّ النُّجومِ التي فِي المَدارْ .

و عرشُكِ قَلبِي

لقد شيَّدَتهُ الجوانِحُ عرشاً كبِيراً

تُديرينَ منهُ شُئونَ الإمارهْ .

رعاياكِ أَزهارُ قلبِي

و كُلُّ بنفسَجِ رُوحِي

و هذِي الدِّماءُ التي لو أَمَرتِ

أُرِيقَت

فِداءً لإطلالةٍ أو إِشارهْ .

أَطِلِّي على الرُّوحِ ثانيةً

يا أَمِيرهْ.

أَطِلِّي عليها ،

و فِي غفلةٍ من عُيونِ الخفافِيشِ

نامِي قرِيرهْ .

سَيَسهَرُ كُلِّي عليكِ

و أَجعلُ أَهدابَ عينِي دِثاراً لقلبِكْ .

و غيماتِ عشقيَ أَمطارَ شوقٍ

إذا جاءَ صيفُكْ .

أَطِلِّي على الرُّوحِ

لا تتركِيها ،

لتنهشَها نظرةُ الحاجِبِ المُستَبِدِّةُ

أو قهقهاتُ الليالي

إذا غابَ طيفُك .

فقيراً أنا كُنتُ قبلَك .

و لكنِّنِي اليومَ صِرتُ الغنيَّ ،

الغنيَّ بحبِّك .

إذا كانَ كُلُّ المُلوكِ اعتَلَوا سُدَّةَ الحكمِ قبلي ،

فمن في المُلوكِ لهُ عرشُ حُبُّكِ مِثلِي ؟

و من كانَ غيريَ

يملِكُ بينَ يَديهِ القَرارْ ؟

و أَنتِ القرارْ

و فِي ظُلمةِ الَّليلِ كُنتِ النَّهارْ .

و حُبُّكِ خيرِي و خيلِي

فمن منهُمُ كانَ مِثلِي ؟