من بات طول الليل يرعى الفرقدا – ابن شيخان السالمي

من بات طول الليل يرعى الفرقدا” … ” هيهات يطمع بالجوى أني رقدا

ولقد ملأتَ جوانحي ناراً ولَوْ” … ” لا الدمعُ يطفيها أذبْتُ الجلمدا

وإذا غدوتُ غدوتُ في هَمٍّ وإن” … ” أمسيتَ صرتُ مع النجوم مسهَّدا

من كان يرقب زورةً من حِبِّه” … ” تشفى الفؤاد فكيف ينسى الموعدا

والخطْبُ سهل في تكاليف الهوى” … ” إن كان يدرَك فيه ما يشفي الصَّدى

إني لأهوى ظَبية لو أنهَّا” … ” برزت غدا نور الغزالة أسودا

برزت جِهاراً ليلةً في رامة” … ” فغدا لها جند الملاحة سُجَّدا

قد طال عهدي بالعُذيب بهَا فهل” … ” من رجعة تُنجي النفوس من الرّدى

لله دهرٌ قد تعاطينا بهِ” … ” كأس الهوى صرفاً فراح وما غدا

لم يُبق بالأحشاء إلا حسرةً” … ” والشملِ إلا فرقةً وتبدُّدا

من لي بإطفاء الهوى من مهجتي” … ” يأبى تسعُّر ناره أن يخمدا

فلأطفئنَّ لظى حشاي بمدحةٍ” … ” أعنى بها ذاك الكريم محمدا

كشافُ خطب المعتفين مبلِّغٌ” … ” آمالَهم فِيّاضُ أودية الندى

طلق الجبين أغرّ صاحب بهجة” … ” تلقاهُ يُشرق كالحسَام مجرَّدا

عالي البنا والقدر رحب الصَّدر لا” … ” يعروه ما يعرو القلوب من الصَّدى

جَمُّ المكارم كم به من مُعدِم” … ” أمسى بأطواق الجميل مقلدا

مُتهللُ في النازلات محلِّلٌ” … ” للمشكلات مجلِّل أهلَ الهُدى

نجلُ الهمام الشهمِ سلطانِ القُرى” … ” أندى الملوك يداً وأعظم سؤدَدا

يا سَيدي هذي وحيدة حسنها” … ” تسعى إليك وكنتَ فيها الأوحدا

فأمنن عليها بالقبر فإنّهَا ابْ” … ” نة يومها ولكم مفاخرُ سرمَدا

ابناءَ فيصل أنتم كهف الورى” … ” وأبوكم منْ بالجميل قد ارتدى