ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ – عبدالجبار بن حمديس

ملاعبَ البيض بين البيض والأسلِ … تلاعبتْ بك حورُ الأعينِ النُّجلِ

فخذْ من الرمح في حرب المها عِوضاً … فالطعنُ بالسُّمر غير الطعن بالمقلِ

كم للعلاقة من هيجا رأيتَ بها … ضراغمُ الغيل قتلى من مها الكلل

وكم غزالة ِ إنْسٍ أنْحَلتْ جسدي … بالهجرِ حتى حكى ما رقّ من غزل

ممشوقة ً مِلْتُ عن حِلمي إلى سَفهي … منها بقدّ مقيمِ الحسن في المَيَل

تصدّ بالنفس عن سلوانها بهوى … عينٍ تكحّل فيها السحر بالكحل

خداعة ُ الصبّ بالآمال مرسلة ٌ … إليّ بالعضّ في التفاح والقبلِ

وناطقُ الوجدِ مني لا يكلّمه … منها إذا ما التقينا ساكتُ الملل

يا هذه، وندائي دُمية ً طمعٌ … في نطقها، من فقيد اللبِّ مختبلِ

أرى سهامَ لحاظٍ منكَ ترشُقني … أفي جُفونِكِ رامٍ من بني ثُعَل؟

بل ضَعفُ طرفك في سفكِ الدماء له … أضعافُ ما للظُّبا والنّبْلِ والأسْلِ

إني امرؤ في ودادي ذو محافظة ٍ … فما يرىف وفائي الخلُّ من خللِ

وعارضٍ مدّ عرضَ الجو وانسبلتْ … في وجنة الأرض منه أدمعُ السَّبلِ

ثَرِّ الشّآبيب، أصواتُ الرعود به … كأنهنّ هدير الجلّة ِ البُزلِ

كأنَّما الأرضُ تجلو من حدائقها … عرائساً في ضُرُوبِ الحَلْي والحلل

أحيا الإلهُ بها التربَ المواتَ كما … أحيا سفاقسَ يحيى بالهمام علي

كفؤ كفى الله في الدهرِ الغشيم به … خطباً يخاطبُ منه ألسنَ العُضَلِ

أقرّ فيها أناساً في مواطنهم … لمّا تنادوا لتوديعٍ ومرتحلِ

وأثبتَ الله أمْناً في قلوبهم … بعد التقلّب في الأحشاء من وجل

بيُمْنِ أكبرِ لا عابٌ يُناطُ به … يُمناه منشأ صوبَ العارضِ الهطلِ

قومٌ تسوس رعاياه رعايتهُ … بالرّفقِ والعدل لا بالجور والعذلِ

من يُتْبِعُ القولَ من إحسانه عملاً … والقولُ يورقُ والإثمار للعملِ

له رجاجة ُ حِلمٍ عند قُدرتهِ … أرسَى إذا طاشتِ الأحلامُ من ف

في دولة ٍ في مقرِّ العزّ ثابتة ٍ … تُمْلِي العلى من سجاياهُ على الدول

أغرّ كالبدر يعلو سرجَهُ أسَدٌ … أظفاره حُمرُ أطرافِ القنا الذبلِ

بادي التبسم والهيجاءُ كالحة ٌ … لا يتقي العضّ من أنيابها العصل

ترى السلاهبَ من حوليه ساحبة ً … ذيلَ العجاج على الأجسادِ والقلل

من كل ذي ميعة ٍ كالبحرِ تحسبُ منْ … أزبادِهِ سُرِدَتْ ماذيّة ُ البطلِ

تنضو به ملة الإسلام مرهفة ً … بضربهنّ الطلى تعلو على المللِ

قديمة ٌ طَبَعَتْهُنّ القيونُ على … ماضي العزائم من آبائه الأولِ

من كلّ أبيضَ في يمناه، سلّتُهُ … كالبرقِ، يخطفُ عُمرَ القرن بالأجل

جداولٌ تَرِدُ الهيجا فهل وَرَدَتْ … ماءَ الطلى عن تباريجٍ من الغُللِ

ندبٌ تُداوي من الأقوامِ شيمتهُ، … بالبأس والجود، داءَ الجُبْنِ والبَخَل

مستهدَفُ الرَّبع بالقصّادِ تقصدُهُ … في البحرِ بالفُلكِ أو في البرّ بالإبلِ

مُنَزِّهُ النّفسِ سمحٌ ما لَهُ أمَلٌ … إلا مكارمُ يحويها بنو الأمل

أطاعني زمني لما اعتصمتُ به … حتى حسبتُ زماني عاد مِنْ خولي

وما تَيَقّنْتُ أنِّي قبل رؤيَتِهِ … ألْقَى كرامَ البرايا منه في رجل

يا صاحبَ الحلم والسيف الذي خمدتْ … نارُ المنيّة فيه عن ذوي الزلل

لو أنَّ عزمك حدٌّ في الكهَام لما … قدّ الضرائبَ إلا وهو في الخلل

كأنّ ذكركَ والدنيا به عبقتْ … في البأس والجود مخلوعٌ عن المثل

فاسلمْ لمدحكَ واقنَ العزّ ما سجعتْ … سواجعُ الطير بالأسحار والأصلِ