مغنى منازلها التي بمشقر – البحتري

مغنى منازلها التي بمشقر … مرت عليه جنوب غيث ممطر

غيث أذاب البرق شحمه مزنه … فالريح تنظم فيه حب الجوهر

وكأنما طارت به ريح الصبا … من بعد ما انغمست به في العنبر

ويضيء تحسب أن ماء غمامه … قمر تقطع في إناء أخضر

من ذا رأى غيثاً تأزر برقه … في عارض عريان لم يتأزر

أو نعمة ثعلية يمنية … بمحمد بن الأشعثين وجعفر

زين لمملكة، ولم يعلم به … ذيب خزاعي الهوى والمحضر

ذرب اللسان كأنه من خثعم … ثبت الجنان كأنه من حمير

فاقتص من سؤر النبوة سؤرة … دلت على سور النبي الأزهر

في هؤلاء غدا الزمان ممنعا … يحمي حقيقته بأكرم معشر

قوم إذا جروا الرماح تكسروا … غيظاً إذا رجعت ولم تتكسر

لا يقربون الطيب إلا بالقنا … وتدور كأسهم لهم في مغفر

وتكاد تنتقص السيوف من الأسى … فتخور أنفسهم ولم تتخير

متكبرات أن تكون له قرى … وإذا بقين بقين لم تتكبر