محاولة في الاحتفال – أديب كمال الدين

(1)

محتفلاً بنفسي

وضعتُ دمي في كأسي

وصغتُ منه أوركسترا حروفي ونقاطي.

(2)

هل أجربّ الرقص؟

نعم، سأهيىء من حروفي

رقصة باليه لكريّاتي الحمر والبيض.

(3)

هل أجرّب الموت؟

نعم، سأهيىء من حروفي تابوتاً أخضر

يحمله الشيوخ الملتحون ليضعوه في قصر من المرمر

فأكون معهم وحولهم وبانتظارهم

أصيحُ صيحةَ أهل بدر.

(4)

هل أجرّب الحكاية؟

نعم، لكن الحكاية بلا بداية أسطورة

والأسطورة بلا نهاية خرافة

والخرافة بدون الأمل أصنام

تتهاوى على الرؤوس.

(5)

هل أجرّب الإفلاس؟ هل أبيع صباي؟

نعم. قد فعلتُ

ومن اشتراه؟

اشتراه الفرات القتيل.

هل أبيع حبي؟

قد فعلتُ.

ومن اشتراه؟

اشترته النساءُ اللاتي لا حاء في بائهنّ

ولا باء في حائهنّ.

هل أبيع المسرّة؟

قد فعلتُ.

ومن اشتراها؟

اشتراها الزمانُ الأدرد.

هل أبيع الليل؟

قد فعلتُ.

ومن اشتراه؟

اشتراه الصبحُ المرعوب.

(6)

محتفلاً بدمي…

فرحاً به…

توّجته ملكاً للكلمات

وسلطاناً للحروف

وإمبراطوراً للنقاط

ومنحته أحلاماً ذات ريش عظيم

وطواويس وفرمانات أسطورية

لم يحصل عليها بشر من قبل

وحين اكتمل كلّ شيء

ولم يبقَ سوى موسيقى الفرح العظمى

أطلقتُ عليه النار

وإذ تلوّى دمي بدمه

وصار يسحبُ خيط الدم بألمٍ فادح

دهشتُ لهولِ المشهد

ثم ضحكتُ وضحكتُ..

وبكيتُ..

ومت