محاولة في العزلة – أديب كمال الدين

(1)

بعد أن سقطَ الأصدقاءُ والأشقاء

في بحرِ الكراهية

ركبتُ زورقي متجهاً إلى بحيرةِ دمي

مجاذيفي الحروف

ووجهتي النقاط

يتبعني جمع من النونات.

(2)

بعد كوارث لا تُحصى

وصلتُ إلى نفسي

واستقرّيت فيها

وفرحتُ كما تفرح جثّة بلحدها الجديد.

(3)

هكذا فأنا أجلس في نفسي

لأحرس نفسي

ولكي لا أنسى ما صُنِعَ بي

وضعتُ رمحاً على بابي

خضّبته بدمي

وصنعتُ من الطين

رأساً كرأسي

وضعتهُ على الرمح

وبكيت..

بكيتُ حتّى سالتْ روحي

فرددتها إليه… إلى الرأس.

(4)

كلّ صباحٍ أركعُ أمامه في خشوع

لأقول له:

“صباح الخير

أيها الرأس المثقل بالأسى والحروف”.

فيردّ عليّ في هدوءٍ عظيم:

“صباح الخير

يا صاحبَ العزلةِ السعيدة”