ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ – جرير

ما هاجَ شوقكَ منْ عهودِ رسومِ … بادتْ معارفها بذي القيصومِ

هِجْنَ الهَوَى وَمَضَى لعَهدِكَ حِقبة ٌ … و بلينَ غيرَ دعائمِ التخيمِ

و لقدْ نراكِ وأنتِ جامعة ُ الهوى … إذْ عهدُ أهلكِ كانَ غيرَ ذميمِ

فسقيتِ منْ سبلِ الغوادي ديمة ً … أوْ وبلَ مرْ تجسن الربابِ هزيمِ

قدْ كدتَ يومَ قشاوتينِ منَ الهوى … تبدي شواكلَ سركَ المكتومِ

إلى َ أميركَ لا يردُّ تحية ً … ماذا بمنْ شعفَ الهوى برحيمِ

أوْ بالصّفَاحِ وَغَارِبٍ مَكْلُومِ … فَلَقَدْ عَجِبْتُ لحَبْلِنا المَصْرُومِ

وَلَقَدْ رَأيْتُ، وَلَيسَ شىء باقِياً، … يوماً ظعائنَ سلوة ٍ ونعيمِ

فإذا احتَمَلنَ حَلَلْنَ أوْسَعَ مَنزِلٍ؛ … وَإذا اتّصَلْنَ دَعَوْنَ يالَ تَمِيمِ

و غذا وعدنكَ نائلاً أخلفنهُ … و إذا طلبنَ لوينَ كلَّ غريمِ

فاعصِي مَلامَ عَوَاذلٍ يَنْهَيْنَكُمْ، … فَلَقَدْ عصَيْتُ إلَيْكِ كُلّ حَميمِ

وَلَقَدْ تَوَكّلُ بِالسّهَادِ لِحُبّكُمْ … عينٌ تبيتُ قليلة َ التهويم

إنّ امْرَأً مَنَعَ الزّيَارَة َ مِنْكُمُ … حنقاً لعمرُ أبيهِ غيرُ حليمِ

يرمينَ منْ خللِ الستورِ بأعينٍ … فيها السقامُ وبرءُ كلَّ سقيمِ

يا مسلمَ المنضيفونَ إليكمْ … أهْلَ الرّجَاء طَلَبْتُ وَالتّكْرِيمِ

كمْ قدْ قطعتُ إليكَ منْ ديمومة ٍ … قُفْرٍ وَغولِ صَحاصِحٍ وَحُزُومِ

لا يأمنونَ على الأدلة ِ هولها … إلاّ بِأشْجَعَ صَادِقِ التّصْمِيمِ

كَيفَ الحَديثُ إلى بَني داوِيّة ٍ، … معتصبينَ لدى خوامسَ هيمِ

أبْصَرْتِ أنّ وُجُوهَهُمْ قد شفّها … مَا لا يَشُفّكِ مِنْ سُرًى وَسَمُومِ

و يقولُ منْ وردتْ عليهِ ركابنا … أمِنَ الكُحَيْلِ بهِنّ لَوْنُ عَصِيمِ

تشكو جوالبَ دامياتٍ بالكلى … أوْ بالصفاحَ وغاربٍ مكاومِ

حتى استرَ حنَ اليكَ منْ طولِ السرى … و منَ الحفا وسرائحِ التخديمِ

نامَ الخليُّ وما تنامُ همومي … وَكَأنّ لَيْليَ باتَ لَيْلَ سَلِيمِ

إنَّ الهمومَ عليكَ داءٌ داخلٌ … حتى تُفَرِّجَ شَكّهَا بِصَرِيمِ

ما أنصفَ المتوددونَ إلى َ الردى … وَحَمَيْتُ كُلَّ حِمًى لهُمْ وَحرِيمِ

لوْ يقدرونَ بغيرِ ما أبليتهمْ … لسقيتُ كأسَ مقشبٍ مسمومِ

وَوَجَدْتُ مَسْلَمَة َ الكَرِيمَ نِجَارُهُ … مِثْلَ الهِلالِ أغَرَّ، غَيْرَ بَهِيمِ

أنْتَ المُؤمَّلُ وَالمُرَجّى فَضْلُهُ، … يا ابنَ الخَليفَة ِ، وَابنَ أُمّ حَكِيمِ

للبدرُ وابنُ غمامة ٍ ربعية ٍ … أصْبَحْتَ أكْرَمَ ظاعِنٍ وَمُقِيمِ

و نباتُ عيصكمُ لهُ طيبُ الثرى … و قديمُ عبصكَ كانَ خيرَ قديم

لما نزلتُ بكمْ عرفتمْ حاجتي … فجبرتَ عظمي واستجدَّ أديمي

و لقد حبوني بالجيادِ وأخدموا … خَدَماً إلى مائة ٍ بهَازِرَ كُومِ

حَيّيْتُ وَجْهَكَ بِالسّلامِ تَحِيّة ً، … و عرفتُ ضربَ كريمة ٍ لكريم

و اللهُ فضلَ والديكَ فأنجبا … و عددتَ خيرَ خؤولة ٍ وعموم

أرْضَيْتَنَا وَخُلِقْتَ نُوراً عالِياً … بِالسّعْدِ، بَيْنَ أهِلَّة ٍ وَنَجُومِ

أنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافتَخِرْ … مِنْ عَبدِ شَمسَ بذِرْوَة ٍ وَصَمِيمِ

و لقدْ بنيَ لكَ في المكارمِ والعلا … آلُ المغيرة ِ منْ بني مخزوم

و بآلِ مرة َ رهطِ سعدي فافتخرْ … منْهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ وَفَضْلِ حُلُومِ

المانعينَ إذا النساءُ تبذلتْ … وَالجاسِرِينَ بِمُضْلِعِ المَغْرُومِ

ما كانَ في أحدٍ لهمْ مستنكراً … فَكُّ العُنَاة ِ، وَحَملُ كُلّ عَظِيمِ

وَبَنى لِمَسْلَمَة َ الخَلائِفُ في العُلى … شَرَفاً، أقَامَ بِمَنْزِلٍ مَعْلُومِ