قدْ غلبتني رواة ُ الناسِ كلهمُ – جرير
قدْ غلبتني رواة ُ الناسِ كلهمُ … إلاّ حَنيفَة َ تَفْسُو في مَنَاحِيهَا
قَوْمٌ هُمُ زَمَعُ الأظْلافِ، غَيرُهُمُ … أدْنَى لبَكْرٍ إذا عُدّتْ نَوَاصِيهَا
تُخْزِي حَنيفَة َ أيّامٌ كَسَتْ حُمَماً … منها الوجوهَ فما شيءٌ بماحيها
أيّامَ تُسْبَي، وَلا تَسْبي وَيَقتُلِها … مَا لَمْ تُؤدّ خَرَاجاً مَنْ يُعادِيها
أبناءُ نخلٍ وحيطانٍ ومزرعة ٍ … سيوفهمْ خشبٌ فيها مساحيها
قَطْعُ الدِّبَارِ وَأبْرُ النّخْلِ عادَتُهُمْ … قدماً فما جاوزتْ هذا مساعيها
رأتْ حنيفة ُ إذْ عدتْ مساعيها … أنْ بِئْسَمَا كانَ يَبني المَجدَ بانِيهَا
لوْ قلتَ أينَ هوادي الخيلِ ما عرفوا … قَالوا لأذْنَابِها هَذي هَوَادِيهَا
أوْ قلتَ إنَّ حمامَ الموتِ آخذكمْ … أوْ تلجموا فرساً قامتْ بواكيها
لمّا رَأتْ خالِداً بالعِرْضِ أهْلَكَهَا … قَتْلاً، وَأسْلَمَها ما قالَ طاغِيهَا
دانَتْ وَأعطَتْ يَداً للسّلْمِ صَاغرَة ً، … من بَعدِ ما كادَ سَيفُ الله يُفنِيهَا
صارتْ حنيفة ُ أثلاثاً فثلثهمُ … منَ العبيدِ وثلثٌ منْ مواليها
قد زَوّجُوهُمْ فَهُمْ فيهِم، وَناسِبُهم … إلى حنيفة َ يدعو ثلثَ باقيها