ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا – جرير
ألا حَيّ رَهْبَى ، ثمّ حَيّ المَطَالِيَا … فقدْ كانَ مأنوساً فأصبحَ خاليا
فلا عهدَ إلاَّ أنْ تذكرَ أوْ ترى … ثُماماً حَوَاليْ مَنْصَبِ الخَيمِ بالِيَا
ألا أيّها الوَادي، الذي ضَمّ سَيلُهُ … إلينا نوى ظمياءَ حيتَ واديا
إذا ما أرادَ الحيُّ أنْ يتزايلوا … وَحَنّتْ جِمالُ الحَيّ جنّتْ جِمالِيَا
ألا لا تَخَافَا نَبْوَتي في مُلِمّة ٍ، … و أمسى جميعاً جبيرة ً متدانيا
إذا تنحنُ في دارِ الجميعِ كأنما … يكونُ علينا نصفُ حولٍ لياليا
إلى الله أشْكُو أنّ بالغَوْرِ حَاجَة ً، … و أخرى إذا أبصرتُ نجداً بداليا
نَظَرْتُ برَهْبَى وَالظّعائِنُ باللّوَى ، … فطارتْ برهبي شعبة ٌ منْ فؤاديا
و ما أبصرَ الناسُ التي وضحتْ لهُ … وراءَ خفافِ الطيرِ إلاَّ تماديا
و كائنْ ترى في الحيَّ منْ ذي صداقة ٍ … و غيرانَ يدعو ويلهُ منْ حذاريا
خَليليّ لَوْلا أنْ تُظُنّا بيَ الهَوَى ، … لقلتُ سمعنا منْ عقيلة َ داعيا
قفا فاسمعا صوتَ المنادى لعلهُ … قريبٌ وما دانيتُ بالودَّ دانيا
إذا ما جعلتَ السيَّ بيني وبينها … وَحَرّة َ لَيْلى ، وَالعَقيقَ اليَمَانِيَا
رغبتُ إلى ذي العرشِ مولى محمدٍ … ليجمعَ شعباً أوْ يقربَ نائيا
أذا العَرْشِ إني لستُ ما عشتُ تارِكاً … طِلابَ سُليمى ، فاقضِ ما كنتَ قاضِيَا
وَلَوْ أنّها شاءتْ شَفَتني بِهَيّنٍ، … و إنْ كانَ قد أعيا الطبيبَ المداويا
سَأتْرُكُ للزّوّارِ هِنداً وأبْتَغي … طبيباً فيبغيني شفاءً لمابيا
فإنّكَ إنْ تُعْطَي قَليلاً، فَطَالَمَا … منعتِ وحلأتِ القولبَ الصواديا
دُنُوَّ عِتَاقِ الخَيْلِ للزّجْرِ، بَعدَمَا … شَمَسْنَ وَوَلّينَ الخُدودَ العَوَاصِيَا
إذا اكتَحَلَتْ عَيني بعَينِكِ مسّني … بخيرِ وجلى غمرة ً عنْ فؤاديا
و يأمرني العذالُ أنْ أغلبَ الهوى … وَأنْ أكْتُمَ الوَجدَ الذي ليسَ خافِيَا
فَيا حَسَرَاتَ القَلبِ في إثْرِ مَن يُرَى … قَرِيباً، وَيُلْفَى خَيرُهُ منكَ نَائِيَا
تُعَيّرُني الإخلافَ لَيلى ، وَأفْضَلَتْ … على َ وصلِ ليلى قوة ٌ منْ حباليا
فَقُولا لِوَادِيهَا، الذي نَزَلَتْ به: … أوَادي ذي القَيصُومِ أمرَعتَ وَادِيَا
فَقَدْ خِفتُ ألاّ تَجْمَعَ الدّارُ بَينَنا، … وَلا الدّهرُ إلاّ أنْ تُجِدّ الأمَانِيَا
ألاَ طرقتْ شعثاءُ والليلُ مظلمٌ … أحمَّ عمانياً وأشعثَ ماضيا
تخطى الينا منْ بعيدٍ خيالها … يَخوضُ خُدارِيّاً منَ اللّيلِ داجِيَا
فحيتُ منْ سارٍ تكلفَ موهناً … مزاراً على ذي حاجة ٍ متراخيا
يقولُ ليَ الأصحابُ هل أنتَ لاحقٌ … بأهلكَ إنَّ الزاهرية َ لا هيا
… و أدنينَ منْ خلجِ البرينِ الذفاريا
إذا بَلّغَتْ رَحْلي رَجِيعٌ أمَلّهَا … نزولي بالموماة ِ ثمَّ ارتحاليا
مخفقة ٌ يجري على الهولِ ركبها … عجالاً بها ما ينظرونَ التواليا
يخالُ بها ميتُ الشخاصِ كأنهُ … قَذَى عَرَقٍ يَضْحى به الماءُ طامِيَا
لشقَّ على ذي الحلمِ أنْ يتبعَ الهوى … وَيَرْجو منَ الأقصَى الذي ليس لاقِيَا
وَإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشتَرَكُ الغِنى ، … سرِيعٌ، إذا لم أرْضَ دارِي، احتِمالِيَا
… إذا ما جعلتُ السيفَ منْ عنْ شماليا
وَإنّي لأسَتَحيِيكَ، وَالخَرْقُ بَينَنا، … منَ الأرضِ أن تلقى أخاليَ قاليا
و قائلة ٍ والدمعُ يحدرُ كحلها … أبعدَ جريرٍ تكرمونَ المواليا
فردى جمالَ البينِ ثمَّ تحملي … فَما لكِ فيهِمْ مِنَ مَقامٍ، وَلا لِيَا
تعرّضْتُ، فاستمرَرْتَ من دونِ حاجتي، … فَحالَكَ إنّي مُسّتَمِرٌّ لحَالِيَا
وَإنّي لمَغْرُورٌ أُعَلَّلُ بِالمُنى ، … لياليَ أرجو أنَّ مالكَ ماليا
فأنْتَ أبي، ما لمْ تكُنْ ليَ حَاجَة ٌ، … فانْ عرضتْ أيقنتُ أنْ لا أباليا
بأي نجادٍ تحملُ السيفَ بعدما … قطعتَ القوى منْ محملٍ كانَ باقيا
بأيَّ سنانٍ تطعنُ القومَ بعدما … نَزَعْتَ سِنَاناً مِنْ قَنَاتِكَ ماضِيَا
ألمْ أكُ ناراً يصطليها عدوكمْ … وَحِرْزاً لِمَا ألجَأتُمُ مِنْ وَرَائِيَا
و باسطَ خيرٍ فيكمُ بيمينهِ … و قابضَ سرعنكمُ بشماليا
… وَخَافَا المَنَايَا أنْ تَفُوتَكُما بِيَا
أنا ابنُ صريحى خندفٍ غيرَ دعوة ٍ … يكُونُ مكانُ القَلْبِ مِنها مَكانِيَا
و ليسَ لسيفي في العظامِ بقية ٌ … و للسيفِ أشوى وقعة ً منْ لسانيا
أبِالمَوْتِ خَشَّتني قُيُونُ مُجاشِعٍ، … وَما زِلْتُ مَجْنِيّاً عَليّ وَجَانِيَا
و ما مسحتِ عندَ الحفاظُ مجاشعٌ … كريماً ولا منْ غاية ِ المجدِ دانيا
دعوا المجدَ إلاَّ أنْ تسوقوا كزومكمْ … وَقَيْناً عِرَاقِيّاً، وَقَيْناً يَمَانِيَا
تَرَاغَيْتُمُ يَوْمَ الزّبَيرِ، كأنّكُمْ … ضِبَاعٌ، بذي قارٍ، تَمَنّى الأمَانِيَا
و آبَ ابنُ ذيالٍ بأسلابِ جاركمْ … فسميتمُ بعدَ الزبيرِ الزوانيا