ما رأينا لحسن وجهك مثلا – محمد حسن أبو المحاسن
ما رأينا لحسن وجهك مثلا … فسلكنا طريقة الحب مثلى
غبت عنا ولم تغب قبسات … من يقين بها دجى الشك يجلى
أنت منا وان نأيت قريب … من صميم الحشا سكنت محلا
كذبت في الغرام دعوى محب … غاب عنه حبيبه فتسلى
ليس مثلي يسلو هواك لهجر … وبعاد وليس مثلك يسلى
لي بذكراك بهجة وارتياح … ومن الذكر ما يعادل وصلا
أنا لبيت داعي الحب لمّا … ان دعاني وقلت أهلا وسهلا
كم دعتني لكم فاسلم قلبي … نفحات بعثن للشوق رسلا
لا أبالي وأنت عني راض … بدم في سبيل حبك طلا
أنت أنت الدنيا ولم نرفيها … غير آمالنا بوصلك فضلا
ورجاء اللقاء حبب منها … ما اعز الأنام عيشاً اذلا
أنت غوث لمن شكالك كرباً … أنت غيث لمن شكالك محلا
والليالي تزيد جوراً إذاما … نحن قلنا لها رويدا ومهلا
زان ميلادك الوجود فاضحى … جيده وهو بالفريد محلى
ليلة في صباحها طلع النجم … على انه اجل واجلى
وجلا نوره الدجى فاستهلت … أوجه الكائنات لما استهلا
ولدت أمه الكريمة منه … أكرم الخلق أشرف الناس أصلا
رنخ الدهر عطفه وهو شيخ … طرباً ان رآءه في المهد طفلا
من حساب البنين الف جمعاً … فحوى من خلاصة الجمع نجلا
قم وشيد بحد سيفك ديناً … شاده ذو فقار جدك قبلا
منكم الدين بدؤه وإليكم … عوده والهزبر يعقب شبلا
ملئت هذه البرية ظلما … فمتى تملأ البرية عدلا
ومتى يقدم الجيوش لواء … آية النصر في حواشيه تتلى
في رعيل من الملائك تتلو … راية تحتها المسيح استئلا
فكأني بالروح جبريل يدعو … قائما بين ركنها والمصلى
هذه بيعة الهدى ونابت … نوب تثقل العواتق حملا
وبلينا من الزمان بخطب … ما حسبنا بأننا فيه نبلى
خضع المسلمون شرقا وغربا … إذ سرى ركب عزهم واستقلا
وعزيز عليك ما قد لقينا … من رجال ساموا الأعزة ذلا