أدرنة الفيحاء بشراك – محمد حسن أبو المحاسن
أدرنة الفيحاء بشراك … جاء هلال السعد يرعاك
قد كنت عبرى أمس واليوم قد … قرت بأبنائك عيناك
طلعتك الغراء من بهجة … تهللت واهتز عطفاك
وجهك ما عبّس حتى انجلى … همك وافترت ثناياك
وما بكى الأسلام حزناً على … فقدك حتى ضحك الباكي
وما شكا الجامع ناقوسهم … حتى شفى غلته الشاكي
فقابل التكبير في أرضه … من السما تهليل أملاك
ضياء توحيد جلا نوره … عن أفقه ظلمة اشراك
من نفحات البشر مرت بنا … رياً عرفناها برياك
اهدت إلى الأرواح روح الهنا … فحبذا ذاك الشذا الذاكي
لله فتح جابر كسرنا … وكاسر شوكة اعداك
قد طهر الله فشكرا له … من دنس البلغار مغناك
فلم ينالوا منك نيلا سوى … اضحوا انهم ضحاياك
حاشاك ان تستسلمي للعدى … يا غابة الآساد حاشاك
دعوت ابناءك في لهفة … وكلهم بالنصر لباك
جاءك جيش النصر مستقدما … بكل ماض الحد بتاك
يطوي إليك الأرض شوقاً ولا … صبر له من دون لقياك
قد رنحت اعطافه نشوة … معروفة من خمر ذكراك
لم يستطب طعم حياة له … حتى رأى حسن محياك
ان سره الفتح فقد ساءه … ان لم يكن من بعض قتلاك
ما الفخر كل الفخر الا لمن … عن العدى بالسيف حاماك
ما كان اغلاك على انفس … ارخصتها ما كان اغلاك
قد سكروا عشقاً فخاضوا الردى … وهم نشاوى بحمياك
هل نبأ البرق الذي جاءنا … عن بشرنا بالفتح انباك
قد حمل البرق حياة لنا … سائرة في طي اسلاك
سننظم اليوم لنادي الهنا … دراً به قبل بكيناك
يا قرب ما قد عاد يهدى الهنا … إليك من قد كان ينعاك
بالأمس قد كنت لجيش العدى … نهزة سفّاح وسفاك
واليوم قد نلت السرور الذي … جلا وان جلت رزاياك
يا فئة أهلكها بغيها … وغاية البغي لأهلاك
قد كان من اعظم انصارنا … ظلمك ان الظلم ارداك
زعمت ان ليس لذاك الحمى … حام بجيش الموت يغشاك
حتى شهدت البأس من فيلق … يزحف لكن بمناياك
هيهات ما للرجس من موطن … يرجى بذاك الوطن الزاكي
قد عز دين الله ان يغتدى … رهين همذاز وافاك
خلوا سبيل الاسد في غابها … لا تقنص الأسد باشراك
وانها الافلاك من أهلها … تضيء في انجم افلاك
يا نظرة اللطف التي قد شفت … بعض الجوى رحماك رحماك
اضحى بها الإسلام في منية … تجل عن فكر وادراك
اسبغت نعمى هي مشكورة … فاستانفي سابغ نعماك