الحمد لله على السراء – محمد حسن أبو المحاسن

الحمد لله على السراء … حمد شكور خالص الثناء

حمداً على الأحسان والأفضال … بلغنا نهاية الامال

نلنا المنى في أرض سامراء … حيث الندى ومعدن الالاء

سرنا ونفاح النسيم هادى … للعسكري والامام الهادي

وأينعت لنا ثمار البشر … في غيبة الندب امام العصر

وكم لامال الورى من حجة … في كعبة تشرفت بالحجة

فيا نسيم اللطف كن قبولا … في زورة تستمنح القبولا

وبعده يا أيها الجواد … من قصرت عن شأوه الجياد

فإنني على تنائي الدار … طويل شوق دائم التذكار

وان سئلت سيدي عن حال … فالعيش لولا البعد عنكم حال

فواصل المساء والصباحا … في حضوة قد طالت الضراحا

في معدن الفيوض طاب وردى … به دعائي راق لي ووردي

ولا يفى مدحي ولا اطرائي … عذوبة في الماء والهواء

وهكذا البطيخ والرقي … كلاهما مستعذب شهي

قد اشبها العاشق والمعشوقا … في اللون والشائق والمشوقا

ورب يوم قامت المفاخرة … بينهما وطالت المناظرة

فابتدر الرقي للفخار … مستبقاً في ذلك المضمار

وقال اني الجوهر الممجد … اني أنا الياقوت والزبرجد

قد حزت لونين بصنع الباري … كالخد ان طرز بالعذار

هذا النضار مثل لوني احمر … وفضله بين الورى لا ينكر

وفي لماي العذب للغليل … ري وقد أوصف للعليل

رب لهيف ذي أوام حر … بي استعان في هجير الحر

رأيت جمر الحر زاد وقدا … فقلت يا جمر الحشا كن بردا

اني أنا المستمجد الفخور … فما الذي عندك يا عنجور

فابتدر البطيخ وهو قائل … قد انصف القارة من يناضل

لبث قليلا يلحق الهيجا حمل … واربع على ضلع إذا الليث حمل

لا فخر الا الذي إذا افتخر … صدقه الرجال من ذوي الفكر

وان شر الناس من تشدقا … مفتخرا ولم يجد مصدقا

وأنت والناس جميعا تدري … قليل لب وكثير قشر

اني أنا الطيب نشراً وارج … بنشر انفاسي ترتاح المهج

اضوع مسكا وافوح عنبرا … والطعم يحكى شهدة وسكرا

في الجسم واللون حكيت البدرا … فهل تعد مثل هذا فخرا

وهيئتي تحكيه مستقلة … ثم تعود بعدها أهله

وجيدك المستصعب العسير … وجيدي المستسهل اليسيبر

لا تحرز السكين منك طائلا … الا فطيراً يستحيل باطلا

ويا زبيري كذبت فاغتدى … وجهك ما بين البرايا اسودا

ان كان في لوني اصفرار بادي … فانها من حلية الزهاد

ما فرغ البطيخ من كلامه … حتى انبرى الرقي في خصامه

وقال يا بطيخ قد جزت المدى … ان المسود لا يباهي السيدا

قد ظلم الدهر الكرام وجفا … فحاول الوضيع شاؤ الشرفا

لكنما الدهر على التصريف … لا يلحق الوضيع بالشريف

ورب ذي فضل اضيع فضله … لا يعرف الفاضل الا مثله

اسمي من الرقة مشتقاً غدا … واسمك مثل الطبع كل جمدا

يا أيها المستثقل الكثيف … هل يستوي الثقيل والخفيف

يا من حشاه معدن للدود … يجمع بين بيضها والسود

كم ميت عن موته لو سئلا … لقال يا بطيخ صافحت البلا

قد جعل الله الشفاء بالعسل … ولو اكلت معه فواراً قتل

فهاجت البطيخ سورة الغضب … وهب كالليث الهزبر وانتدب

وقال يا رقي يا رقي … يا بارد اللهجة يا خلي

كيف تدحرجت إلى الميدان … مسابقاً ولست من فرساني

أنت الذي يوهن جسم الاكل … وآكلي يغدو بعزم باسل

أنا الذي قبلك اجنى يانعاً … وأنت من بعدي تجيء تابعا

رطب المزاج حظه منك الفلج … يلقى بك الشدة طالب الفرج

نعم تبل غلة الضلوع … ولا تسد خلة من جوع

وتستدر الاكل الضعيفا … بالبول حتى يسكن الكنيفا

ولو سكت عن عيوب الناس … لم تفتضح في اعين الجلاس

فوقر الناس تجد توقرا … ان تحتقرهم تعش محقرا

إلى هنا قد انتهى الفخار … وختم الخصام والحوار

وقد نقلت ما جرى من كلم … وأنت يا فاضل خير حكم