ما حلَّ بي فهو منكِ – ابن شيخان السالمي
ما حلَّ بـي فهـو منـكِ … ولا مـحـالـة عـنــكِ
غـدوت منـكِ أسـيـراً … فهـل منـنـتِ بفـكـي
أشكـو جفـاكِ دوامــاً … والصب رهـن التشكّـي
والمبتلـي بالهـوى لــم … يـزَل بعيـشـة ضـنـكِ
فـتـارةً هــو يشـكـو … وتــارة هــو يبـكـي
وبـي هــوى عـربـي … يقضـي علينـا بفـتـكِ
يسطـو بهنـدي لـحـظٍ … يستلّ عن جفـن تُركـي
كـأنَّـهُ صــارم فــي … كف الهُمـام ابـن تركـي
سلطان ذا العصر غوث الْ … المـقِـلّ والمتـشـكـي
يصـدّق الفـعـلُ مـنـهُ … حـكـايـةَ المتـحـكـي
أوجُ العُـلا ذروةُ الــج … ودِ فـرحـةُ المتشـكـي
لــهُ فـراسـة عـقـل … تحـوي سياسـةَ مـلـكِ
نظَّـامُ شمـل المعـالـي … بـتـالـدٍ وبــــدَرْكِ
والـدُّرُ يـزدان نــوراً … إن انتظـمـنَ بـسـلـكِ
يجـري نـداه انبسـاطـاً … بالفضل من غيـر مَعْـكِ
والبحـر لـم يبـدِ نفعـاً … إلا علـى جَـرْي فُـلْـكِ
لــه مــدارع حـلـمٍ … فــلا تُـشـان بهَـتْـكِ
كم نكبـةٍ فـي المُعَـادِي … لــه وشــدةُ نَـهْــكِ
ومـنْ يعـادي الـسـلاط … يــنَ يستـعـدُّ لهُـلْـكِ
والظلـم فـي كــل دار … شينٌ ولا سِيَّ فـي أزكـى
والبغى لو قر فـي شـام … خ لـخــرَّ بـوَشْــكِ
والظلم في النـاس طبـعٌ … وأيــنَ ذا المـتـزَكـي
وهـم مـعـادن شـتـى … ويظـهـرون التشـكـي
والنـاس مثـل حـديـد … والدهـر مثـل المـحَـكِّ
يَنـال بالجـهـل غِــرٌّ … مـا لا يـنـالُ بنُـسْـكِ
ودهـرنــا لـبـنـيـه … مُـضَـحِّـك ومُـبَـكِّـي
يسُـرّ طَـوراً وطَــوراً … يسـوء فيـهـم ويُنْـكـي
مطيَّـةُ الـكـذب فـيـه … تجـري لديهـم بـوَشْـك
خـذ مـا أتـاك بـحـق … لا مـن أتــاك بـإِفـكِ
والحـق أبقـى ومـن ذا … بحبلـه أهــل مَـسْـكِ
وأكثـر الـنـاس هَـمّـاً … مـن يعتنـي أمـرَ مُلـكِ
إن قـارن الملـكُ عـدلاً … فاحبِـب بمختـومِ مِسْـكِ