لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ – امرؤ القيس

لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى أهْلِهِ بِحُرْ … ولا مقصر يوماً فيأتيني بقرّ

ألا إنّمَا الدّهرُ لَيَالٍ وَأعْصُرٌ … وليسَ على شيء قويم بمستمر

ليالٍ بذاتِ الطلحِ عند محجر … أحَبُّ إلَيْنَا من لَيَالٍ عَلى أُقُرْ

أغادي الصبوح عند هرٍّ وفرتني … وليداً وهل أفنى شبابي غير هر

إذا ذقتُ فاها قلت طعم مدامة ٍ … معتقة مما تجيءُ به التجر

هُمَا نَعجَتَانِ مِنْ نِعَاجِ تَبَالَة ٍ … لدى جُؤذَرَينِ أوْ كبعض دمى هَكِرْ

إذا قَامَتَا تَضَوّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا … نَيسمَ الصَّبَا جاءتْ برِيحٍ من القُطُرْ

كأنّ التِّجَارَ أصْعَدوا بِسَبِيئَة ٍ … من الخَصّ حتى أنزَلوها على يُسُرْ

فلمّا استَطابوا صُبَّ في الصَّحن نصْفُهُ … وشجت بماء غير طرق ولا كدر

بمَاءِ سَحَابٍ زَلّ عَنْ مَتنِ صَخرَة ٍ … إلى بطن أخرى طيب ماؤها خصر

لَعَمْرُكَ ما إنْ ضرّني وَسْطَ حِميَرٍ … وأوقولها إلا المخيلة ُ والسكرْ

وغيرُ الشقاء المستبين فليتني … أجرّ لساني يومَ ذلكم مجر

لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بخُلّة ِ آثِمٍ … وَلا نَأنَإٍ يَوْمَ الحِفاظِ وَلا حَصِرْ

لَعَمرِي لَقَوْمٌ قد نَرَى أمسِ فيهِمَ … مرابط للامهار والعكر الدثرِ

أحَبُّ إلَيْنَا من أُنَاسٍ بِقُنّة ٍ … يَرُوحَ عَلى آثَارِ شَائِهِمُ النَّمِرْ

يُفاكهنا سعدٌ ويغدو لجمعنا … بمَثْنى الزِّقَاقِ المُتَرَعَاتِ وَبالجُزُرْ

لعمري لسعدٌ حيث حلت ديارهُ … أحبُّ الينا منكَ فافرسٍ حمر

وَتَعْرِفُ فِيهِ مِنْ أبِيهِ شَمَائِلاً … ومن خاله ومن يزيدَ ومن حُجر

سَمَاحَة َ ذَا وَوَفاءَ ذَا … ونائلَ ذا اذا صحا واذا سكر