أحار عمرو كأني خمر – امرؤ القيس

أحار عمرو كأني خمر … ويعدو على المرء ما يأتمرْ

لا وأبيك ابنة َ العامر … يّ لا يدّعي القومُ أني أفرَ

تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وَأشْيَاعُهَا … وكندة ُ حولي جميعاً صبر

إذا ركبوا الخيلَ واستلأموا … تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ

تروح من الحيّ أم تبتكر … وماذا عليك بأن تنتظر

أمرخٌ خيامهم أم عشر … أم القلبُ في إثرهم منحدر

وفيمن أقامَ عن الحي هر … أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ

وهر تصيدُ قلوب الرجالِ … وأفلتَ منها ابن عمرو حجر

رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ الفُؤادَ … غَدَاة َ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ

فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ الجُمَانِ … أو الدرّ رقراقِه المنحدر

وإذ هي تشمي كمشي النزيف … يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ

برهرهة ٌ رودة ٌ رخصة ٌ … كخرعوبة البانة المنفطرْ

فتورُ القيام قطيعُ الكلا … تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ

كأن المدامَ وصوب الغمام … وَرِيحَ الخْزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ

يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا … إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ

فبتّ أكابد ليل التما … وَالقَلْبُ من خَشْيَة ٍ مُقْشَعِرْ

فَلَمّا دَنِوْتُ تَسَدّيْتُهَا … فثوباً نسيتُ وثوباً أجرّ

وَلَمْ يَرَنَا كَالىء ٌ كَاشحٌ … ولم يفشُ منا لدى البيت سر

وقد رابني قولها يا هنا … وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ

وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي القَانِصَانِ … وَكُلٌّ بمَرْبَأة ٍ مُقْتَفِر

… سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ

ألصّ الضروس حني الضلوع … تبوع طلوع نشيط أشر

فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في النَّسَا … فقلتُ هبلتَ ألا تنتصر

فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ … كماخلّ ظهر اللسانِ المجرْ

فَظَلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ … كما يستدير الحمار النعر

وأركب في الروع خيفانة ٍ … كسا وجهها سعف منتشر

لها حافرٌ مثل قعب الوليـ … د ركبَ فيه وظيفٌ عجز

لها ثننٌ كخوافي العقا … بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ

وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أصْمَعَا … نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ

لها عجزٌ كصفاة المسيـ … ل أبرزَ عنها جحاف مضر

لهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ العَرُوسِ، … تسد به فرجها من دبرُ

لهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا كمَا … أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ

لها عذر كقرون النسا … رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ

وسالفة كسحوقِ الليا … نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ

لها جبهة كسراة المجـ … حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ

لهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ … فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ

وَعَينٌ لهَا حَدْرَة ٌ بَدْرَة ٌ … وشقت مآقيها من أخر

إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَة ٌ … من الحضر مغموسة في الغدر

وإن أدبرت قلتُ أثفية … ململمة ليسَ فيها أثر

وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ: سُرْعرفَة ٌ … لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ

وللسوط فيها مجال كما … تنزل ذو بردٍ منهمر

لهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ السَّحَابِ … فوادٍ خطاءٌ ووادٍ مطر

وتعدو كعدوِ نجاة الظبا … ء أخطأها الحاذف المقتدر